يعيش العالم فترة خطيرة من اندلاع حروب وانتشار أمراض مميتة، لتقرع منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر اليوم الثلاثاء بعد وفاة شخص ثان من مرض الإيبولا القاتل في إفريقيا.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، عن وفاة مريض ثان بالإيبولا في شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بعد أيام قليلة من ظهور تفش جديد للمرض المميت.
مرض الإيبولا
وقالت المنظمة، إنه في فاشيات الإيبولا السابقة، تفاوتت معدلات الوفيات بين 25% و90% ما يجعله أحد أكثر الأمراض فتكا، ويأتي بعد 4 أشهر فقط من آخر ظهور للفيروس، مشيرة إلى إنه ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق ملامسة سوائل جسم شخص مصاب أو مواد ملوثة، وتشمل الأعراض آلاما في العضلات وحمى تشبه تلك التي تظهر في الأمراض الشائعة الأخرى مثل الملاريا.
وسبق وقالت منظمة الصحة العالمية في تغريدة على حسابها بموقع تويتر، أمس الإثنين، إن اختبارا جينيا أظهر أن العدوى، التي تأكدت الأسبوع الماضي، كانت "حالة انتقال"، وهو انتقال المرض من حيوان مصاب ولا صلة بينه وبين التفشي السابق الذي تم الإعلان عنه في أكتوبر.وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في تصريحات صحفية، إن الضحية الثانية لفيروس أيبولا يعود لامرأة تربطها صلة قرابة بالحالة الأولى.
ظهور الإيبولا من جديد
وبدأ ظهور الأعراض على المريض الأول في الخامس من أبريل الجاري، لكنه لم يطلب العلاج لمدة زادت على أسبوع.
ودخل المريض مركزا لعلاج الإيبولا في مبانداكا، عاصمة إقليم إكواتور (الإقليم الاستوائي)، يوم 23 أبريل وتوفي في وقت لاحق من اليوم نفسه.
وشهدت الكونغو سابقا 13 حالة تفشي للإيبولا أحدها في الفترة من 2018 إلى 2020 في شرق البلاد وأودى بحياة قرابة 2300 شخص، وهو ثاني أكبر عدد من الضحايا في تاريخ هذا المرض.
وقال الدكتور ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا: "الوقت ليس في صالحنا، مضيفا، إن المرض كان له بداية مبكرة لمدة أسبوعين، ونحن الآن نحاول اللحاق بالركب".
التدابير الاحتياطية من الإيبولا
واتخذ المسؤولون بالفعل تدابير طارئة لمحاولة احتواء أحدث تفش، وأجري أكثر من 70 اتصالا عقب الوفاة الأولى، وتلقى المريض المتوفى دفنا آمنا، والذي يتضمن تعديل مراسم الجنازة التقليدية بطريقة تقلل من خطر إصابة الحاضرين بالسوائل المعدية، ويتم أيضا تحديد أي شخص كان على اتصال بالمريض وسيتم مراقبة صحته، وتم تطهير المنشأة الصحية التي تلقى فيها المريض الرعاية".
وقالت الهيئة الصحية، إن الخطوة التالية ستكون طرح المزيد من اللقاحات.
وأضاف الدكتور مويتي: "سيتم إعادة التطعيم لكل من تلقحوا خلال تفشي عام 2020، موضحا إن هذا التفشي لفيروس الايبولا هو الـ 14 الذي تشهده جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1976، عندما تم اكتشاف الفيروس لأول مرة.
وأحرزت خطوات كبيرة في التقدم الطبي منذ اندلاع المرض لأول مرة، مع توفر علاجات فعالة الآن، وهذا يساعد بشكل كبير في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
وأضاف مويتي: "النبأ الإيجابي هو أن السلطات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية لديها خبرة أكثر من أي شخص آخر في العالم في السيطرة على تفشي فيروس إيبولا بسرعة".
ما هو الإيبولا؟
يذكر أن مرض الإيبولا هو مرض فيروسي وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلا ،وقد يصل معدل الوفيات التي يسببها الوباء من هذا المرض إلى 90%. وينتشر وباء حمى الإيبولا النزفية أساسا في القرى النائية الواقعة في وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة.
ويُنظر إلى خفافيش الفاكهة على أنها المضيف الطبيعي لفيروس حمى الإيبولا والتي بدورها تنقله للحيوانات الاخرى والانسان.
أعراض مرض الإيبولا
تتراوح فترة حضانة المرض، أي تلك الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه، بين يومين اثنين و21 يوماً، ولا ينقل الإنسان عدوى المرض حتى يبدي أعراضه، التي تتمثل أولاها في الإصابة فجأة بـ
• حمى موهنه
• آلام في العضلات
• صداع والتهاب في الحلق
• يتبعها تقيؤ وإسهال
• ظهور طفح جلدي
• اختلال في وظائف الكلى والكبد
• الإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء ( مثل نزيز الدم من اللثة وخروج الدم في البراز).
• تظهر النتائج المختبرية انخفاضاً في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعاً في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.
العلاج واللقاحات للإيبولا
يؤدي الإبكار في احتضان الفرد بالرعاية الداعمة بالإماهة وعلاج أعراضه المرضية تحديداً إلى تعزيز بقائه على قيد الحياة.
ولا يوجد حتى الآن علاج مرخّص ومجرّب ضد مرض فيروس الإيبولا، ولكن يُعكف حالياً على تقييم طائفة واسعة من العلاجات التي يُحتمل أن تكافحه، ومنها منتجات الدم وعلاجات جهاز المناعة والأدوية. ولا يوجد حالياً لقاحات مرخصة ضد المرض، بيد أن هناك لقاحين اثنين يُحتمل أن يكافحاه يخضعان لاختبار مدى مأمونية إعطائهما للإنسان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك