تعد صحة الفم مؤشرا هاما على الصحة العامة، حيث لا تشير المشاكل داخل الفم إلى أمراض اللثة وفقدان الأسنان فحسب، ولكن إلى حالات صحية أخرى أكثر خطورة ويمكن أن تشمل هذه الحالات أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية المجموعية (SLE) وأمراض الأورام، مثل السرطان.
وقدّرت إحدى الدراسات في عام 2019 أن أمراض الفم تؤثر على ما يقرب من 3.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، مع وجود سرطانات الشفة وتجويف الفم من بين أكثر أنواع السرطانات شيوعا في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يمكن اكتشاف بعض هذه الحالات مبكرا أو علاجها أو حتى منعها إذا كان الأفراد على دراية بالعديد من العلامات المنذرة التي تحدث في الفم والتي تشير إلى شيء أكثر خطورة.
وغالبا ما يهتم أطباء الأسنان بتحديد وعلاج تسوس الأسنان وأمراض اللثة وفقدان الأسنان وسرطان الفم، لكن الدكتورة ديبورا لي من Dr Fox Pharmacy، تكشف عن مجموعة من الأعراض التي قد تكون علامات على حالات طبية أخرى خطيرة، وبالتالي لا ينبغي أبدا تجاهلها:
- ألم في الفم أو الأسنان أو الفك
- نزيف اللثة
- تخلخل الأسنان أو فقدان الأسنان
- رائحة الفم الكريهة
- تقرحات في الفم
- كتل في الفم أو الخدين أو اللسان
- جفاف الفم والشفتين واللسان
ومن بين المجموعات الرئيسية للحالات التي يمكن تشخيصها من خلال التغيرات في الفم، أمراض المناعة الذاتية، ومنها 100 معروفة حاليا ويحدث مرض المناعة الذاتية عندما يتعذر على نظام الدفاع الطبيعي للجسم التمييز بين الخلايا الخاصة بك والخلايا الأجنبية، ما يتسبب في مهاجمة الجسم عن طريق الخطأ للخلايا الطبيعية ويمكن أن تشمل أمراض المناعة الذاتية الأكثر شيوعا التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية والذئبة، لكن الدكتورة لي حذرت من بعض الحالات الأخرى النادرة التي يمكن أن تسبب تغيرات في الفم. ويتضمن ذلك حالة معينة تُعرف باسم الحزاز المسطح الفموي، وهو حالة جلدية التهابية مزمنة.
ويمكن أن تؤثر الحالة على أي أو كل مناطق داخل الفم، وغالبا ما تحدث بسبب الإجهاد النفسي الاجتماعي أو الصدمة ويمكن أن تظهر الحالة في شكلين رئيسيين، أو يمكن أن تكون مزيجا من كليهما: الحزاز المسطح الشبكي والحزاز المسطح الضموري أو التآكلي ويمكن أن يكون الحزاز المسطح الفموي مؤلما جدا وقد يؤدي التقرح إلى تندب. في بعض الأحيان يكون الأكل غير مريح لدرجة أن المصاب لا يستطيع الحفاظ على التغذية الكافية الموصى بها للبالغين.
وبالإضافة إلى أمراض المناعة الذاتية، يمكن أن تكون العلامات الموجودة في الفم أيضا علامات على الإصابة بالسرطان، والمعروفة باسم أمراض الأورام وأحد هذه الأمراض هو ساركوما كابوسي، وهو مرض توجد فيه الخلايا السرطانية في الجلد أو الأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز الهضمي (GI)، من الفم إلى فتحة الشرج، بما في ذلك المعدة والأمعاء.
وإذا كان لدى أي فرد أي أعراض لساركوما كابوسي، فمن المهم استشارة الطبيب، والذي سيكون قادرا على التحقق من الحالة باستخدام خزعة الجلد أو تنظير القصبات وتظهر هذه الأورام في البداية على شكل بقع أو عقيدات أرجوانية أو بنية اللون على الجلد والأغشية المخاطية وفي الماضي كان من الأكثر شيوعا أن تتطور الحالة إلى مراحل أكثر تقدما، ولكن اليوم نحو 20% فقط من المرضى يعانون من أورام خارج الجلد أو العقد الليمفاوية.
وكشفت الدكتورة لي أن: "تناول وشرب بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن يزيد من مخاطر ضعف صحة الفم. ومن المهم محاولة اتباع نظام غذائي منخفض السكر والحفاظ عليه، وعدم التدخين وتقليل استهلاك الكحول" وأضافت: "الفلورايد ضروري أيضا لصحة الأسنان، لذا اشرب الماء المفلتر واستخدم معجون الأسنان المفلور" وأكدت: "زيارة طبيب الأسنان هي واحدة من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك. ويجب أن يكون ذلك في شكل فحوصات أسنان دورية ومنتظمة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دراسة أميركية توضح دور الجينات في أمراض اللثة والأسنان
دراسة تَكشف ارتباط أمراض اللثة بعامل رئيسي في التسبب في أمراض القلب
أرسل تعليقك