جدل علمي حول استخدام الأعشاب لأمراض الأطفال
آخر تحديث GMT03:47:03
 العرب اليوم -

جدل علمي حول استخدام الأعشاب لأمراض الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل علمي حول استخدام الأعشاب لأمراض الأطفال

الأعشاب الطبيعية
لندن - العرب اليوم

تُعد الأعشاب الطبيعية بمثابة العلاج الأولي والأكثر استخداماً للأطفال والمراهقين، نظراً للاعتياد على استخدامها بشكل تاريخي. ولكن في العصر الحديث ومع شيوع ما يعرف بالعلاج النباتي (herbal medicine)، أصبح هناك كثير من الجدل حول مدى أفضلية هذا النوع من العلاج، والمخاطر المتعلقة باستخدامه. ويكفي أن نعرف أنه في كل عام يتم إنفاق أكثر من 4 مليارات دولار على مثل هذه المنتجات بالولايات المتحدة فقط.

الأعشاب لعلاج أمراض الأطفال

أظهرت الدراسات أن معدلات الاستخدام أعلى بين الأطفال الذين يعانون من حالات مزمنة ومتكررة؛ مثل الربو (asthma)، والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطانات والألم المزمن والتهاب الأمعاء، على اعتبار أنها نوع من المكملات الغذائية التي تسهم في رفع مناعة الجسم بشكل عام، وهو الأمر الذي يفسر استخدامها حتى في الأطفال الأصحاء.

وعلى سبيل المثال، أوضح 41 في المائة من المراهقين أنهم تناولوا أعشاباً طبيعية مثل الجينسنغ والزنجبيل والشاي الأخضر، وكذلك أدوية تحتوي على الأوميغا 3، أو مكملات الصويا والزنك.فريق مؤيد وآخر رافض للأعشاب

يرى الفريق المؤيد لاستخدام الأعشاب أنها آمنة، لأنها طبيعية ومن شأنها أن تخفف آلام الطفل من دون الآثار الجانبية للأدوية الكيميائية، كما أنها متوفرة في معظم الأماكن ويسهل الحصول عليها من دون وصفة طبية.

وتُعد الأعشاب رخيصة الثمن مقارنة بالعلاج الدوائي التقليدي بجانب العامل النفسي، لأن الأطفال الأكبر عمراً والمراهقين يفضلون تناولها عن الأدوية، لأنها تعطي إحساساً أكبر بعدم الاعتلال، لأنها تأتي في مشروب يمكن أن يتناوله الأصحاء أيضاً، خصوصاً أن الأمهات في الأغلب يضفن السكر أو العسل لمثل هذه المشروبات لجعل مذاقها محبباً وغير منفر.

في المقابل، يرى الفريق الرافض لاستخدام الأعشاب أنها ذات فاعلية علاجية محدودة ومعظم تأثيرها نفسي، وذلك بسبب ندرة المنشورات عنها في المجلات العلمية. وعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون آمنة بشكل عام، فإنها يمكن أن تتسبب في حدوث تسمم (toxicity)، ومضاعفات تهدد الحياة، خصوصاً أن الجرعة الشافية غير محددة، وبالتالي يمكن لبعض أنواع الأعشاب أن تسبب فشلاً حاداً في الكبد يؤدي إلى الوفاة، حتى مع تناول كميات صغيرة مثل فطر الأمانيتا (Amanita mushroom)، الذي يستخدم مهدئاً ومضاداً للاكتئاب، ولا يجب استخدامه في الأطفال.
جرعات زائدة تهدد الصحة

بسبب عدم وجود جرعة معينة وإحساس الأمان الناتج عن تناول النبات، يمكن أن تسبب الجرعات الزائدة من الأعشاب الأخرى مضاعفات تهدد الحياة أيضاً، مثل:

* أعشاب الكافا (kava) المهدئة للأعصاب التي يمكن الحصول عليها بسهولة في بعض الدول. وهذه الأعشاب يمكن أن تسبب تلف الكبد.

* عشب الإيفيدرا (Ephedra) الذي يستخدم في تحسين الأداء الرياضي ويساعد في فقدان الوزن ويعالج حساسية الصدر، ولكن يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة في القلب والإفراط.

وحتى في تناول أعشاب السعال وعرق السوس يمكن على المدى الطويل أن يؤدي إلى الفشل الكلوي والكبدي.
نصائح وتحذيرات طبية لتناول الأعشاب

وقد نصحت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بتوخي الحرص في استخدام الأعشاب كعلاج أساسي للأطفال دون العرض على طبيب مختص يصف علاجاً دوائياً له تركيبة كيميائية معروفة وجرعات محددة سلفاً. وحتى الأعراض الجانبية للعلاج تكون متوقعة ويمكن التعامل معها.

* معالجة الأعراض البسيطة. قالت الأكاديمية إن استخدامها يجب أن يكون قاصراً على الأعراض البسيطة؛ مثل الشعور بالمغص الذي يمكن علاجه بأعشاب النعناع وأيضاً أعشاب الشمر.

* أعشاب مجهولة المصدر. حذر الأطباء من الأعشاب مجهولة المصدر التي يتم تداولها عبر الإنترنت وما يسمى الطب البديل أو الطب الصيني (chinese medicine) في الأطفال، مهما كانت الدعاية لها أنها آمنة ولا تحتوي على مواد كيميائية.

وحتى في حالة نجاح هذه الأعشاب بعلاج حالات سابقة، فإن ذلك لا يبرر تكرار استخدامها، لأن علاج كل حالة يختلف عن الأخرى وطبيعة جسم كل طفل تختلف حتى بين الإخوة. ولا يجب تداول أي أعشاب إلا إذا تضمنت نشرة علمية موثقة.

* منتجات بمواد سامة. كما أن بعض المنتجات من الدول النامية تحتوي على مستويات سامة من بعض المعادن مثل الزئبق أو الزرنيخ أو الرصاص، إما من التلوث غير المقصود أثناء التصنيع أو من الإضافات المتعمدة من قبل المنتجين الذين يعتقدون أن هذه المعادن لها قيمة علاجية.
تركيز المنتجات العشبية والحساسية منها

أوضح الباحثون أنه بسبب التقلبات الجوية واختلاف التربة الزراعية من مكان لآخر، يمكن أن تحتوي المنتجات العشبية على تركيزات متفاوتة من المكونات الأساسية لها تتراوح من 10 إلى 1000 ضعف في كثير من الأعشاب الشائعة، حتى التي تنتجها الشركة المصنعة نفسها، فضلاً عن احتمالية أن تكون منتجات الأعشاب ملوثة من دون قصد بالمبيدات الحشرية أو النفايات الحيوانية.

وحذرت الدراسات من إمكانية حدوث حساسية من الأعشاب مثل الأدوية تماماً. لذلك من المهم معرفة إذا كان الطفل لديه تاريخ عائلي لحساسية أي نبات من عدمه، حيث يمكن أن تحدث تفاعلات مناعية مع مكونات الأعشاب أيضاً. ويفضل دائماً البدء بجرعات صغيرة، ويتم وقفها فوراً في حالة حدوث أي عرض غير معتاد؛ مثل ظهور طفح جلدي أو صعوبة في التنفس.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

علاج أمراض الجهاز التنفسى ومحاصرة تلوث الهواء بالأعشاب الطبيعية

 

أعشاب طبيعية تفيد في انقاص الوزن الزائد بسرعة وسهولة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل علمي حول استخدام الأعشاب لأمراض الأطفال جدل علمي حول استخدام الأعشاب لأمراض الأطفال



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab