منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها بسبب كورونا
آخر تحديث GMT04:12:25
 العرب اليوم -

منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها بسبب "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها بسبب "كورونا"

منظمة الصحة العالمية
بكين ـ العرب اليوم

لا شك أن منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجاً في تاريخها في ظل اهتزاز الثقة بطريقة إدارتها لأزمة كورونا، وسط اتهامات عديدة لها بـ"التواطؤ" مع الصين. وطوال شهر يناير الماضي، عملت المنظمة على الإشادة بما وصفته بالاستجابة السريعة للسلطات الصينية عقب ظهور الفيروس المستجد. وقدمت بشكل متكرر الشكر لحكومة بكين لمشاركتها الخريطة الجينية للفيروس "على الفور"، قائلة إن "عمل والتزام الدولة بالشفافية مثيران للإعجاب للغاية".

لكن خلف الكواليس، القصة مختلفة كثيراً، بحسب وكالة أسوشيتد برس، التي كشفت عن تأخر متعمد من الصين على صعيد تقديم معلومات عن كورونا يقابله إحباط كبير بين مسؤولي المنظمة التابعة للأمم المتحدة لعدم حصولهم على البيانات التي يحتاجون إليها لمكافحة انتشار الفيروس القاتل. في الواقع انتظرت الصين أكثر من أسبوع لنشر الخريطة الوراثية أو جينوم الفيروس، على الرغم من نجاح ثلاثة من مختبراتها الحكومية في فك شفرة المعلومات بشكل كامل.

كما كشفت عشرات المقابلات التي أجرتها الوكالة ووثائق داخلية أن اللوم يلقى على الرقابة المحكمة على المعلومة والمنافسة داخل النظام الصحي الصيني. ولم تنشر المختبرات الحكومية الصينية الجينوم، إلا بعد إقدام مختبر آخر على نشره على موقع إلكتروني متخصص في الفيروسات في 11 يناير. ورغم ذلك، عطلت الصين تقديم بيانات مفصلة عن المرضى والحالات لأسبوعين آخرين على الأقل، وفق تسجيلات لاجتماعات داخلية عقدتها المنظمة في يناير.

"معلومات شحيحة جداً"
إلى ذلك تشير التسجيلات التي حصلت عليها أسوشيتد برس إلى أن مسؤولي منظمة الصحة كانوا يثنون على الصين علناً لأنهم كانوا يسعون للحصول على معلومات من حكومة بكين. إلا أنهم كانوا يشتكون خلال اجتماعات عقدت خلال أسبوع السادس من يناير، من أن الصين لا تقدم معلومات وبيانات كافية لتقييم كيفية انتشار الفيروس بين الأفراد أو الخطر الذي يشكله على بقية العالم، ما كلف الكثير من الوقت. وخلال أحد الاجتماعات الداخلية، قالت ماريا فان كيرخوف، وهي عالمة أوبئة أميركية والقائدة الفنية لاستجابة منظمة الصحة لكوفيد-19: "نعمل وفق معلومات شحيحة جداً"، مضيفة أن ذلك يعيق الجهود الرامية لمكافحة الفيروس.

"قبل 15 دقيقة"
كما قال أرفع مسؤول للمنظمة في الصين، غودن غاليا، خلال اجتماع داخلي آخر: "نحن الآن في مرحلة يسلموننا (المعلومات) قبل 15 دقيقة من ظهورها في CCTV"، في إشارة إلى التلفزيون المركزي التابع للدولة الصينية. يأتي التقرير والكشف عن مضمون الوثائق في وقت تتعرض منظمة الصحة لانتقادات بسبب إدارة ملف تفشي كورونا، وعقب موافقتها على تحقيق مستقل في طريقة التعامل مع الجائحة على صعيد العالم.

اتهامات أميركية
وشن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، هجوماً على المنظمة في الأسابيع الأخيرة، إذ اتهمها بالتواطؤ مع الصين لإخفاء خطورة كورونا في الأشهر الأولى، الأمر الذي ساهم في تفشي الفيروس على نطاق واسع حول العالم. كما أعلن ترمب، الجمعة الماضي، قطع العلاقات مع المنظمة، ما يهدد حوالي 450 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة، أكبر مساهم، كل عام إلى المنظمة. ويلقي اللوم على منظمة الصحة ويتهمها بالفشل في "كل جوانب" إدارة ملف الوباء العالمي، فضلاً عن الانحياز للصين. وكان الرئيس الأميركي قد قال قبل أيام على قطع التمويل: "إنهم يقفون دائماً إلى جانب الصين، ولكننا نمول المنظمة"، مضيفاً: "لذا نريد أن ننظر في الأمر". في الوقت ذاته، تعهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بتخصيص ملياري دولار خلال العامين القادمين من أجل محاربة كورونا، قائلاً إن بلاده قدمت باستمرار معلومات إلى منظمة الصحة والعالم في الوقت المناسب.

ولا تدعم المعلومات الجديدة الرواية الصينية أو الأميركية، بحسب أسوشيتد برس، لكنها تكشف أزمة المنظمة التي كانت تحاول جاهدة الحصول على مزيد من البيانات على الرغم من حدود سلطتها. ومع أن القانون الدولي يلزم الدول بتسليم المنظمة المعلومات التي قد يكون لها أثر على الصحة العامة، غير أنها لا تملك أي سلطة لتطبيق ذلك ولا تستطيع التحقيق بشكل مستقل في الأوبئة التي تنتشر في الدول، ولا يسعها إلا الاعتماد على تعاون الدول الأعضاء.

"لم تتواطأ مع بكين"
إلى ذلك تكشف المعلومات أن المنظمة لم تتواطأ مع بكين، بل حرمت من المعلومات الكاملة ولم تحصل إلا على الحد الأدنى الذي ينص عليه القانون. غير أن المنظمة حاولت إظهار الصين في أفضل صورة، على الأرجح في مسعى لضمان الحصول على معلومات، وفق الوكالة. ويعتقد خبراء المنظمة بصدق أن العلماء الصينيين قاموا بعمل رائع بتوصلهم إلى الخريطة الجينية للفيروس، رغم عدم شفافية مسؤولي الدولة.

دق ناقوس الخطر
وبدأت المنظمة دق ناقوس الخطر حول كورونا في منتصف يناير، وفي الـ30 من الشهر ذاته صنفت وباء كوفيد-19 طارئاً صحياً عالمياً عندما كانت هناك 8200 حالة في 18 دولة. لكن إعلان الطارئ الصحي، الذي صدر على لسان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أرفقته دعوة للدول لـ"التزام الهدوء وعدم فرض تدابير تتدخل من دون داع في التجارة الدولية والسفر". وفي 11 مارس، أعلنت المنظمة الوباء جائحة عالمية عندما كان عدد المصابين حول العالم 121 ألفاً. والآن، سجلت أكثر من ستة ملايين و294 ألف حالة إصابة وأكثر من 376 ألف وفاة على مستوى العالم.


    

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها بسبب كورونا منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها بسبب كورونا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab