الرياض - العرب اليوم
فوجئت مجموعة شباب سعوديون من هواة الصيد شمال السعودية حين مبيتهم وسط ظلام الصحراء، بصراخ أحدهم حين تسلل عقرب إلى فراشه وهو نائم لينهش خده، محاولا صديقه إنقاذه بسحب السم من خده عن طريق فمه، بينما تم نقل الاثنين إلى المستشفى للعلاج.وتحدث والد الشاب طلال حمدان التوم عن تفاصيل القصة، يقول: "ابني يعشق الصيد والصحراء، وحين رحلته في بر رفحاء برفقة أصدقائه، وخلال نومهم في البر، استيقظ طلال على صراخ صديقه، ووجد آثار الدم على خده وتحديداً أسفل عينه نتيجة لدغة عقرب، فما كان منه إلا أن شفط الدم بفمه من خد صديقه، خوفاً من تأثير السم على الشاب، وبعدها شعر بألم في الحلق والمعدة، وتم نقلهما عاجلاً للمستشفى، وعمل الفحوصات اللازمة والآن الجميع بخير".
عقرب سوداء
من جهته، فسر الدكتور محمد الاحيدب عدم تسمم الشاب كون العقرب التي لدغته سوداء، وهذه إبرتها مسدودة إلى 20%، فلو دخل سم العقرب في خد الشاب لكان الأمر مختلفا.وأشار إلى أن "السم إذا دخل في أي مكان من الجسم، سيصل إلى الدم، ويحدث آثارا سمية معروفة لكل نوع من العقارب، وتختلف الآثار بحسب كمية السم المحقون، وليس بالضرورة أن يموت، فلو أعطي المصل في وقت مناسب سينجو، ولو لم يعطَ المصل قد تحدث لديه مضاعفات وأعراض خطيرة قد يتوفى بسببها".
استحالة سحب السم
وأضاف: "السم يستحيل سحبه من الأنسجة عبر الفم، فحتى لو خرج دم أو بلازما صفراء، فإن السم يحقن إما تحت الجلد أو في العضل، ولا يمكن شفطه من أي من هذه الأنسجة، فالسم لا يؤثر إلا إذا وصل الدم دون المرور بالمعدة، والاستثناء الوحيد هو لو شرب السم شخص لديه جروح في اللثة أو تقرحات في المريء، عندها يمتص ويصل الدم قبل وصوله للمعدة، وهذه المعلومة لا تنطبق على السموم الكيميائية كالزرنيخ والسيانيد وغيرها، فهي فقط على سموم العقارب والثعابين وغيرها من الحيوانات السامة التي تنتج سما طبيعته بروتين".
توضيح حول العلاج
كما أبان الأحيدب، هناك العديد من المعلومات الخاطئة في إنقاذ الملدوغ من العقارب، فالسم لا يخرج بجرح موضع اللدغ، أو مص المكان، فالمركز الوطني للأمصال قام بنشر توضيح حول طرق معالجة اللدغة بالشكل الصحيح، والعقرب السوداء عندما تلدغ لا تسبب تسمما لأن الإبرة تكون مسدودة 20% فلا بد أن تقطع طرف الإبرة لإخراج السم، لأن بيئتها طينية.
وختم حديثه: "تفسير تأثر طلال بالشفط قد يكون بسبب إجهاد القصبة الهوائية وما حولها، وقد يكون قد شفط دما وإفرازات من خد صاحبه لكي ينقذه، وقد تكون هذه الأمور تسببت في تلوث وليس بسبب السم، فالسم لا يؤثر إلا عند وجود تقرحات في المريء أو جروح في الفم ووصل السم إلى الدم".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
استمرار ارتفاع حصيلة مرضى كورونا في المستشفيات فى فرنسا
تعرف على حقيقة غلق المقاهي من الثامنة مساء في مصر
أرسل تعليقك