الرباط - العرب اليوم
كشفت إحصاءات أن 700 امرأة مغربية تموت سنويًّا خلال فترة الحمل، أو أثناء الولادة، بينما تتعرض 12 ألف منهن للإعاقة، فضلًا عن كون 12 ألف رضيع يفارقون الحياة خلال الـ28 يومًا الأولى التي تلي الولادة، و24 ألف يصابون بإعاقة، لذا لا يمكن التسليم بأن وفيات الأمهات والرضع في المغرب قدرًا محتومًا، طالما يمكن تفاديها في حوالي 75% من الحالات بفضل تدخلات بسيطة، لا تتعدى النظافة، والتدفئة، وتسهيل التنفس، والرضاعة الطبيعية.
وبالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المختصة، فإن إشكالية وفيات الأمهات والأطفال، لاسيما في شقها المتعلق بحديثي الولادة، لا تزال تؤثر سلبًا على تصنيف المغرب على الصعيد الدولي.
وفي هذا السياق، أظهر التصنيف الأخير الوارد في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر في شهر آذار/مارس 2013، أن المغرب صُنِّف ضمن المجموعة الثالثة، باحتلاله المرتبة 130 من أصل 186، وراء الجزائر، التي تحل في المرتبة 93، وتونس في المرتبة 94.
وتكشف دراسة تلك الإشكالية أيضًا، أنه من بين أكثر من 613 ألف ولادة سنويًّا، فإن 73% منها تتم في أوساط عمومية مراقبة، و10% في أوساط خاصة مراقبة، و14% في المنازل، أما الثلثان منها فيتم في الوسط القروي.
كما تظهر تلك المعطيات أن 80% من الولادات تتم في المستشفيات، (المراكز الاستشفائية الجامعية، والمراكز الاستشفائية الجهوية)، و20% في مؤسسات القرب الصحية، (المركز الصحي ودور التوليد)، وهو ما يُشكِّل عبئًا على المراكز الصحية الكبرى، وعدم الاستفادة من مراكز الدعم الأخرى، بسبب افتقارها للتجهيزات والموارد البشرية المؤهلة، أو تقديم المساعدة الملائمة.
ويشكل كل ما سبق واقعًا صعبًا غير أنه يمكن تجاوزه بفضل تدخلات بسيطة جدًّا بدلًا من إهمالها، وهنا يأتي دور جمعية "سلاسل الحياة"، التي دفعت بالموضوع إلى الواجهة، لما تمثله تلك الخطوات من أهمية بالنسبة للأم وحديثي الولادة والمجتمع ككل، حيث أطلقت رسميًّا حملة وطنية تحت شعار "لننقذ عشرة آلاف رضيع"، في أواخر شباط/فبراير الماضي في الدارالبيضاء.
وتراهن تلك الجمعية على تغيير هذا التوجه والمساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، لاسيما الهدف المتعلق بتخفيض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، والهدف المتمحور بشأن تحسين صحة الأمهات.
وتهدف الحملة، التي تشرف عليها الجمعية وترعاها الكثير من وسائل الإعلام والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية الوعية بالحلقات الأربع للحياة، والمتمثلة في النظافة، والتدفئة، والتنفس، والرضاعة الطبيعية، كما أن الحملة تأتي لتؤكد على أن القيام بتلك الخطوات البسيطة من شأنه إنقاذ حياة آلاف الرضع وتمكينهم من حياة سليمة جسديًّا وذهنيًّا.
أرسل تعليقك