أبو ظبي - العرب اليوم
طالب أطباء في أبوظبي بضرورة تغيير الصور التحذيرية على علب التبغ، واعتماد صور أكثر قوة وتأثيرًا على المدخنين، حتى تؤدي الغرض الموضوعة من أجله، مؤكّدين أنّ المدخنين اعتادوا الصور الموجودة، ولم تعد تمثل لديهم مصدر قلق، أو تحذير من أخطار التدخين، فضلاً عن ضعفها، وعدم جديتها في إيصال الرسالة، بالمقارنة مع الصور المستخدمة في العديد من الدول الأخرى، والتي نجحت إلى حد كبير في تقليص أعداد المدخنين.
وأكّد الأطباء أنّ "التحذيرات المصورة بأخطار التدخين واستعمال التبغ تشكل عاملاً حاسمًا في تغيير صورته في مخيلة الناس، لاسيّما المدخنين من أوساط المراهقين والشباب"، لافتين إلى أنّ "التحذيرات الصحية والإعلانات المناهضة للتدخين تشجع المدخنين على الإقلاع عنه، وتبقي صغار السن في منأى عن الشروع في تعاطيه".
وأبرز استشاري أمراض الرئة في أبوظبي الدكتور أحمد عبدالعال أنّ "بطاقات التحذير التي تستند إلى أفضل الممارسات تصل إلى جميع المدخنين، وتذكي وعيهم بالمخاطر الصحية، وتلقى من الجمهور قبولاً حسنًا، ولا يكلف الحكومات أيّة مصاريف تذكر".
ومن جانبه، بيّن استشاري أمراض القلب في أبوظبي الدكتور إسماعيل وجيه أنَّ "من فوائد وضع الصور التحذيرية على علب السجائر أنَّ التحذيرات المصورة كبيرة الحجم من شأنها أن تزيد الوعي الصحي بمخاطر التدخين، وتحفز على الإقلاع وترك التدخين، وتفيد التحذيرات المصورة حتى بين الأميين الذين لا يقرأون، والأطفال أيضاً، وتقلل من جاذبية عبوات التدخين".
وأشار استشاري أمراض القلب الدكتور وائل المحميد إلى أنَّ "هناك ثلاث طرق رئيسة أثبتت نجاحها في مكافحة التبغ، أولاها سياسات الضرائب والأسعار على منتجات التبغ كوسيلة للحد من استهلاك التبغ، حيث أظهرت البحوث والدراسات الحديثة أن رفع الضرائب من أنجع الوسائل في الحد من تعاطي التبغ وفي درء الشباب عن الشروع في التدخين"، منوهًا بأنَّ "زيادة الضرائب التي من شأنها زيادة أسعار التبغ بنسبة 10% تقلل استهلاك التبغ بنسبة 4% في الدول المرتفعة الدخل وبنسبة تصل إلى 8% في معظم الدول الفقيرة والنامية".
ولفت إلى أنَّ "الطريقة الثانية للمكافحة هي حظر التدخين في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والخاصة ومراكز التسوق والمركبات العامة والخاصة"، مبيّنًا أنَّ "دولة الإمارات نجحت في ذلك منذ فترة طويلة، إلى جانب الطريقة الثالثة التقليدية وهي التوعية والتثقيف والحملات المستمرة لكشف مخاطر التبغ أمام أفراد المجتمع".
من جانبها، أكّدت هيئة الصحة في أبوظبي، الجهة التشريعية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، أنّ "نسبة التدخين بين المواطنين بلغت 11% من إجمالي المدخنين في الإمارة في العام الماضي، فيما بلغت نسبة تعاطي التبغ بين المواطنين والمقيمين في الإمارة 24.7%".
وأبرزت مدير دائرة الصحة العامة والبحوث في الهيئة الدكتورة أمنيات الهاجري أنّ "آفة تعاطي التبغ بجميع أشكاله وأنواعه من أكثر الآفات ضررًا على مستوى الصحة العامة، حيث يعد تعاطي التبغ السبب الرئيس لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة والسرطان وغيرها الكثير".
أرسل تعليقك