قالت رئيسة ليبيريا البلد الاكثر تضررا من ايبولا ان هذا الفيروس بات منتشرا في جميع مناطق بلادها رغم التقدم الذي تحقق في العاصمة مونروفيا في حين تم رصد اول اصابة في الولايات المتحدة مصدرها ليبيريا الامر الذي يثير قلقا.
من جانب آخر تستضيف لندن الخميس مؤتمرا حول مكافحة ايبولا في سيراليون، البلد الواقع غرب افريقيا جوار ليبيريا ووعدت بتقديم 125 مليون جنيها (160 مليون يورو) وخصوصا تمويل 700 سرير.
ويصاب بالعدوى خمسة اشخاص كل ساعة وفق منظمة سيف ذي تشيلدرن.
وطلبت رئيسة ليبيريا ايلن جونسن سيرليف من رئيس بعثة الامم المتحدة لمكافحة ايبولا انتوني بانبوري تقديم الدعم للقضاء على انتشار ايبولا في الارياف المعزولة.
ونقل بيان للرئاسة عنها قولها لبانبوري الذي يقوم بزيارة ليبيريا ان "المصابين بالمرض يغادرون للاختباء في النواحي البعيدة" مشيرا الى ان جميع الاقاليم ال15 تؤكد وجود اصابات فيها.
وسجلت اصابات في اخر منطقة كانت خالية من الوباء في جنوب شرق ليبيريا قرب الحدود مع ساحل العاج منتصف اب/اغسطس.
وكانت الرئيسة اعلنت الاربعاء "بدأنا نرى استقرارا حتى في مونروفيا التي اصيبت بشكل كبير. وبدأنا نرى تراجعا في عدد الناس الذين يأتون الى مراكز العلاج". واضافت "هناك شيء ما يقول لنا اننا في نهاية المطاف على طريق الحل" مؤكدة ان رأيها يستند الى "آخر احصاءات".
وفي ليبيريا توفي 1998 شخصا من اصل 3696 حالة حمى نزفية وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية، وبلدا غرب افريقيا الاكثر تضررا بوباء ايبولا هما غينيا (710 قتيلا من 1157 مصابا) وسيراليون (622 قتيلا من اصل 2304 حالة).
لكن منظمة الصحة العالمية لا تشاطر حاليا الرئيسة جونسون سيرليف تفاؤلها وحذرت هذا الاسبوع من ان الوباء ينتشر "بقوة" وقد يصيب عشرين الف شخص بحلول تشرين الثاني/نوفمبر في غرب افريقيا.
ويبدو ان الوباء تجاوز قدرة الانظمة الصحية في تلك البلدان الثلاثة من غرب افريقيا لا سيما ان المساعدة بدأت تصل الان بعد تباطؤ المجتمع الدولي في الرد عليه.
من جهة اخرى، اعربت الحكومة الليبيرية عن الاسف لان احد مواطنيها نقل المرض الى الولايات المتحدة في اول حال عدوى خارج افريقيا رغم الاجراءات المشددة للتحقق من الاصابات في مطار روبرتس قرب مونروفيا.
وفي الولايات المتحدة ازداد القلق من انتشار الفيروس القاتل بعد تشخيص متأخر لاول مصاب خارج افريقيا وهو ليبيري وصل في العشرين من ايلول/سبتمبر بدون ان تظهر عليه اي اعراض الى تكساس وتبين انه مريض بعد اربعة ايام.
والمريض كان على علاقة بحوالى ثمانين شخصا وامرت السلطات المحلية اربعة من اقاربه بالبقاء في منازلهم الى حين انتهاء فترة الحضانة للتحقق من عدم اصابتهم بالعدوى.
وتبحث سلطات تكساس عن كل الاشخاص -- بمن فيهم الاطفال -- الذين قد يكونون تواصلوا معه، وافاد مركز المراقبة والوقاية من الامراض ان كل الاشخاص المحتمل ان يصابوا بالعدوى يخضعون الى مراقبة طبية شديدة.
ومن بينهم "اطفال في سن الدراسة تواصلوا مع المريض" وفق حاكم تكساس ريك بيري.
وتخشى السلطات الصحية من ان يكون المريض الليبيري خلال الايام الاربعة (من 24 الى 28 ايلول/سبتمبر) التي كان خلالها معديا، نقل المرض الى اشخاص اخرين.
وتتراوح فترة حضانة الفيروس من يومين الى 21 يوما ويصبح الشخص الذي اصابه الفيروس معديا عندما تظهر عليه الاعراض (صداع وحمى وتقيؤ). ولا ينتقل الفيروس عبر الهواء على غرار الانفلونزا مثلا بل لا يمكن ان يعدي الا عبر تواصل مباشر مع سوائل الجسم مثل الدم او البصاق.
وقال المستشفى ان المريض في حالة "خطيرة لكنها مستقرة" واقر بانه ارتكب خطأ بتركه يعود الى منزله بعد اول زيارة الى قسم الطوارىء.
ولم يستبعد مدير مركز المراقبة والوقاية من الامراض توم فريدن امكانية ان يكون افراد من محيطه قد اصيبوا وان "يظهر لديهم ايبولا خلال الاسابيع المقبلة".
وتسبب اعلان هذه الحالة الاولى من الاصابة بايبولا في الولايات المتحدة في هز اسهم شركات الرحلات الجوية الاميركية الاربعاء في وول ستريت.
ولم تعتمد السلطات الطبية اي علاج لفيروس ايبولا رغم ان محاولات اجريت باستخدام ادوية تجريبية يبدو ان بعضها كان ناجحا لكن لا بد من عدة اشهر قبل اعتماد اي دواء وانتاجه على نطاق واسع.
وقال مدير البنك الدولي جيم يونغ كيم وهو طبيب ان المعركة ضد ايبولا هي ايضا معركة ضد "انعدام المساواة" بين الشمال والجنوب في مجال توفر العلاجات، معتبرا ان المجتمع الدولي لم يتحرك "بالسرعة المطلوبة" ضد الوباء.
واعلن البنك الافريقي للتنمية الاربعاء انه منح ليبيريا وغينيا وسيراليون وساحل العاج (التي لم تصب) مساعدة قدرها 155 مليون دولار لمكافحة الوباء.
أرسل تعليقك