مملكة البحرين ممثلة بوزارة الصحة مع جميع دول العالم وتحت شعار (لصحة قلبك ..أجعل بيئتك صحية) باليوم العالمي للقلب .
وبهذه المناسبة قال استشاري أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي الدكتور خالد بن ثاني :إن وزارة الصحة تهدف ومن خلال الاحتفال بهذا اليوم إلى زيادة الوعي لدى المجتمع حول مشاكل القلب والسعي إلى التظافر مع كافة الجهات من أجل تحقيق اقصى حد من الوقاية.
وأضاف أن الأمراض القلبية تُعد السبب الرئيسي للوفيات في مملكة البحرين وفي دول العالم وعليه فقد بذلت وزارة الصحة جهوداً كبيرة من أجل توفير كافة أشكال الرعاية الصحية والعلاجية لمرضى أمراض القلب،إذ وفرت الوزارة كافة الطرق التشخيصية الحديثة مثل سونار القلب المناظير القلبية والطب النووي والاشعة المغناطيسية ومراقبة الضغط ونبض القلب عن بعد كما أدخلت بعض التحديثات من خلال توفير وحدة الأشعة المقطعية مؤخرا في مجمع السلمانية الطبي إلى جانب سعيها في توفير الأدوية ذات الجودة والفعالية العالية للمرضى وأضافة معدات متطورة وحديثة لمختبر القلب في العيادات الخارجية و توفير وحدة متخصصة لتأهيل مرضى القلب بتطعيمها بأخر الاجهزة والمتطلبات.
هذا وقد أعدت وحدة القلب بمجمع السلمانية الطبي دراسات مسحية حديثة حول أمراض القلب وقد أوضح الدكتور خالد بن ثاني إنه وبحسب الدراسات فأن نسبة الإصابة بفشل عضلة القلب الانقباضية وهبوط الكفاءة القلبية لما تحت 40% قد وصل لمعدل انتشار بحدود5 مرضى لكل 10 آلالف من مجموع السكان، كما وتنقسم أمراض فشل عضلة القلب إلى فئتين أساسيتين حيث بلغت نسبة أمراض توسع عضلة القلب مجهول السبب او الفيروسي إلى 50,7% وتوسع عضلة القلب نتيجة انسداد الشرايين بلغت 49,3% كما و كشفت الدراسة عن أن 70,7% من العينة يعانون من داء السكري و 72,1% يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وأشار الدكتور خالد إلى أن الدراسات الاكلينيكية قد أوضحت أن العوامل المساعدة على انتشار انسداد شرايين القلب في مملكة البحرين هي الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أرتفاع ضغط الدم والسكري. وأضاف أن متوسط عمر الأفراد المصابين بإنسداد الشرايين القلبية والجلطات القلبية يصل إلى 59 عاماً مما قد يشكل تحديا كبيرا في السنوات القادمة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية قبل حلول سن التقاعد بقليل .كما أشار إلى أن العوامل المساعدة للإصابة بجلطة القلب بحسب الدراسة فهي: مرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 33% و ارتفاع الكولسترول بنسبة 21% ومرض السكري بنسب 44% وكان التدخين من أكثر العوامل المساعدة على حدوث الجلطات القلبية بنسبة 54%.
والجدير بالذكر أن ثلث ممن يعانون من داء السكري في الدراسة لم يكونوا يعلمون بالاصابة حتى حدوث الجلطة القلبية والتأكد بالتحاليل المخبرية وهذا بحد ذاته مؤشر خطورة حيث أن الجلطة القلبية تعتبر احد المضاعفات لداء السكري ويتطلب منا تكثيف الجهود لرفع الوعي بالفحص الدوري للسكر في سن مبكرة
كما وأشار استشاري أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي الدكتور خالد بن ثاني إلى اخر الدراسات والتصريحات لمنظمة الصحة العالمية والتي أكدت على ضرورة التخفيف من استخدام الملح في الطعام إذ أن الأكثار منه قد يؤدي للإصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط وبدوره المساهمة في إصابة الأفراد بأمراض القلب مضيفاً: وبحسب دراسة منظمة الصحة العالمية فأن نسبة استخدام الملح في أقليم الشرق المتوسط تفوق المعدلات العالمية.
وبمناسبة يوم القلب العالمي فقد اشار الاتحاد العالمي للقلب إلى أن أمراض القلب والسكتة الدماغية من العوامل الرئيسية للوفاة، وان الأرقام في ارتفاع، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًّا.
كما وأنه وبحسب الدراسات الصادرة عن الاتحاد العالمي للقلب، فإن 80 % من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية يمكن تجنبها إذا تم التحكم في عوامل الخطر الرئيسة: التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني.
وقد حدد الاتحاد العالمي للقلب الفئات المستهدفة من الاحتفال بيوم القلب وهم النساء اللاتي يعانين من مرض القلب والأطفال وعامة المجتمع إلى جانب صناع القرارات الصحية والعاملون في القطاع الصحي.
وأشار الاتحاد العالمي للقلب إلى أن الأهداف والرسائل العامة للاحتفال باليوم العالمي للقلب تشمل تعزيز صحة القلب عند الفرد، من خلال الحد من المخاطر المتعلقة بالسلوكيات ونمط الحياة مثل: التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية والتركيز على فئتي صغار السن والنساء و الحاجة إلى الكشف المبكر لأمراض القلب الوعائية وضرورة توفير العلاج إلى جانب تقديم المعلومات الصحية للمجتمع، مثل المنشورات التوعوية حول أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ووضع السياسات الصحية التي تسهم في الحد من مشكلات القلب كمنع التدخين والحد من انتشاره بين الفئات العمرية المختلفة.
كما و يهدف الاحتفال باليوم العالمي للقلب إلى تشجيع العادات الغذائية الجيدة، مثل تقديم معلومات توعوية حول أضرار زيادة الوزن والغذاء غير الصحي، وإضافة المزيد من وجبات الحبوب الكاملة، والمنتجات الطبيعية والفاكهة، والخضراوات، إلى محتويات قائمة الطعام والتوعية بأهمية ممارسة الرياضة أثناء فترات الراحة على الأقل لمدة 30 دقيقة يوميًّا، والتي من الممكن أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد دعت جميع البلدان لتنفيذ تدابير الحد من تناول الملح وتحث المجتمعات المحلية لدعم جهود الصحة العامة الرامية للحد من تناوله بصورة مفرطة ، وتشجع الأفراد على التقليل من استهلاكه لتجنب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وجاء في التقرير الصادر عن المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن تناول الملح بنسب عالية يُعد مساهماً رئيسياً في زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية في جميع أنحاء العالم و التي يلعب تناول الملح بنسب عالية دوراً رئيسياً فيها وإن الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وتناول كميات كبيرة من الملح تربط كذلك بانخفاض استهلاك الملح وتحسن النتائج الصحية بأدلةٌ قاطعة لا يمكن الجدل فيها. وبحسب التوقعات الاحصائية وفي البلدان التي خفضت تناول الملح بمقدار 1 غرام للشخص الواحد يومياً، يتوقع انخفاض الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتة الدماغية بأكثرمن7%.
أما في الشرق الاوسط وبحسب تقرير المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية فان متوسط استهلاك الملح في معظم البلدان يبلغ حوالي 10 غراماً للشخص الواحد في اليوم أي ضعف الكمية الذي أوصت بها منظمة الصحة العالمية كما وإن الأطعمة الشرق اوسطية بطبيعتها تحتوي على الملح فإذا أضيف إليها مقدار منه أثناء تجهيز الطعام وإعداده زادت نسبته عن الحد الصحي. وأشار التقرير الصادر الى الحد من تناول الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم مما قد يقي من مرض القلب والأوعية الدموية ، وهو القاتل رقم واحد في الإقليم وفي العالم اليوم.
وأضاف التقرير الصادر أن الحد من الملح هو التدبير الأفضل لمكافحة الأمراض غير السارية ، بتكلفة تبلغ حوالي نصف دولار أمريكي للشخص الواحد في السنة. والمقصود بأفضل التدابير هي التدخلات الأكثر فعالية من حيث الجدوى،والتكلفة الرخيصة ، وقابلية التنفيذ ثقافيا ًوعملياً في جميع البلدان .
أرسل تعليقك