موسكو ـ الروسية
تقود عالمة الكيمياء الحيوية الحائزة على جائزة نوبل في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو دراسة تأثير التأمل الروحي والابتعاد عن الإجهاد على معدلات التقدم في السن.
تدرس هذه البحوث حقيقة هامة، هي أن ممارسة التأمل الروحي والابتعاد عن الإجهاد، قد تؤدي بالفعل إلى إبطاء عملية التقدم في السن، وتطيل الحياة.
وعملت في هذه البحوث كل من العالمة اليزابيث بلاكبورن وجو غيل، اللتين اهتمتا في البداية بمتابعة ترتيب الكروموسومات لأحد الكائنات أحادية الخلية التي تسمى "Tetrahymena"، ولاحظت العالمتان تكرار شريط من الأحماض الأمينية DNA، يعمل بمثابة غلاف يحمي الخلية، ويطلق عليه اسم "التيلوميرات telomeres".
هذه التيلوميرات عُثر عليها لاحقا في الكروموسومات البشرية، وأثبتت بلاكبورن أنها تحمي نهاية الكروموسومات لدى البشر في كل مرة تنقسم فيها الخلايا ويحدث نسخ لشريط الأحماض النووية، ولكن مع كل انقسام لاحظ العلماء أن شريط التيلوميرات يقل طوله.
وأصبح العلماء يعرفون جيدا حقيقة أن التيلوميرات البشرية تتناقص تدريجيا بمضي العمر، وعندما تصبح قصيرة جدا، تبدأ الخلايا في الخلل وتفقد قدرتها على الانقسام.
هذه هي العملية التي تُعرف باسم التقدم في السن، وكان هذا بالتحديد ما منح بلاكبورن جائزة نوبل في علم الطب ووظائف الأعضاء.
إلا أن العلماء اكتشفوا بعدها إنزيما يسمى "تيلوميراز- telomerase"، وجدوا أنه يستطيع حماية وإعادة بناء التيلوميرات مرة أخرى.
في نفس الوقت كانت عالمة من قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا تدعى أليزا ايبل، مهتمة بتأثير الإجهاد المزمن على صحة الجسم وكانت لديها آراء جذرية في هذا الموضوع.
واستشهدت بأقوال علماء سابقين أجروا تجارب على الفئران خلصوا منها إلى أن الإجهاد المزمن يؤدي مع الوقت إلى أمراض مزمنة، وكل إجهاد يتعرض له الجسم يترك ندبة لا تمحى، ويدفع الجسم الثمن بأن يشيخ ويتقدم في السن.
وكثفت كل من بلاكبورن وايبل البحوث بإجراء مزيد من التجارب على أعداد كبيرة من البشر، وجدوا معها بما لا يقبل مجالا للشك أنه مع زيادة الإجهاد الجسدي تقصر شرائط التيلوميرات، وتقل كميات إنزيم التيلوميراز.
وخلصوا إلى نتائج هامة بأن الابتعاد عن الإجهاد وممارسة الرياضات الروحية من شأنه أن يحافظ على شرائط التيلوميرات، وتبقى كميات إنزيم التيلوميراز ثابتة، ما يمنح الخلايا قدرة أكبر على الحماية، والجسم فرصة أكبر للحياة وطول العمر.
نشرت البحوث في مجلة Science العلمية.
أرسل تعليقك