برلين ـ د.ب.أ
يساعد غرس العادات الغذائية السليمة مبكراً الطفل على تمسكه بها في المستقبل، لكن بحسب دراسة جديدة يعمل التلفزيون عكس ذلك، حيث يسبب تراجعاً في الممارسات الصحية للطفل نتيجة ما يقدمه للأطفال من صور "إيجابية" ضمن مضمونه، تعطي قيمة كبيرة لاستهلاك الأطعمة غير الصحية.
بحسب الدراسة البريطانية الجديدة التي شملت المحتوى التلفزيوني الخاص بالأطفال الإنجليز والأيرلنديين تمثل الأطعمة غير الصحية ما يقرب من نصف المواد الغذائية التي تظهر عل شاشتي "بي بي سي" وRTE.
نُشرت الدراسة في دورية BMJ، وبينت نتائجها أن المشروبات السكرية مثلت 25 بالمائة من المشروبات التي تم عرضها بصورة إيجابية، وأن95 بالمائة من الشخصيات التي تم تقديمها باعتبارها شخصيات إيجابية كانوا يستهلكون وجبات سريعة.
لفتت النتائج الانتباه إلى أن حوالي 40 بالمائة من محتوى المادة التلفزيونية مصدره الولايات المتحدة الأميركية.
وأوصت الدراسة بتقديم محتوى تلفزيوني للأطفال يشجع على تنوع الأذواق، والتركيز على تناول وجبات محدودة الحجم، وأن الطعام ليس بالضرورة أن يكون لطيفاً ولذيذاً.
وحثت الدراسة الآباء، ومعدي البرامج التلفزيونية للأطفال على عدم رشوة الطفل عن طريق الحلوى وما شابه، وعدم الاستسلام لنوبات الغضب التي يمر بها الطفل عند منعه من تناول الأطعمة المحلّاة غير المفيدة للصحة.
وشدّدت توصيات الدراسة على تشجيع الطفل على تناول الطعام في حد ذاته، دون ربطه بمكافأة أو رشوة، وتجربة أذواق متعددة في الطعام.
وقال البروفيسور كولوم دن من جامعة ليميريك الأيرلندية: "كانت حوال 90 بالمائة من الشخصيات التي تم تقديمها لا يعانون من الوزن الزائد على الرغم من أنهم يتناولون أطعمة غير صحية! هذا لا يساعد على تقديم صورة صحيحة ودقيقة عن الأيرلنديين والإنجليز حالياً، حيث الوزن الزائد والسمنة ينتشران كالوباء".
وكانت دراسة أميركية مماثلة قد بينت أن الأطعمة السكرية قليلة الفائدة غذائياً مثلت حوالي 60 بالمائة من محتوى المضمون التلفزيوني الذي يقدّم للأطفال في الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك