القاهرة ـ وكالات
أصبح مرض السكر أو «البول السكري» هو أحد أكثر الأمراض انتشاراً بين مختلف الأعمار ويصيب الأطفال والكبار والإناث والذكور علي السواء.
وهذا المرض غير معروف السبب حتي الآن وإن كانت العوامل الوراثية والمناعية والبيئية وزيادة الوزن وقلة الحركة من أهم العوامل المؤدية للمرض وفي كل الحالات يكون هناك نقص في هرمون الأنسولين الذي يفرز من البنكرياس وهذا الهرمون وظيفته الأساسية هي مساعدة أنسجة الجسم المختلفة، ومعروف أن الجلوكوز ينتج من المواد السكرية والنشوية التي نتناولها في الطعام أو من التمثيل الغذائي، وعندما يحدث نقص في إفراز الأنسولين لا يتمكن الجسم من استعمال الجلوكوز وبالتالي يرتفع مستوي الجلوكوز بالدم ويبدأ ظهور الجلوكوز في البول ويصبح الشخص مصاباً بمرض السكر ويمكن تمييز نوعين من المرض، النوع الأول يبدأ عادة في سن الطفولة ويكون نقص الأنسولين شديداً، ويحتاج الطفل إلي الحقن بالأنسولين بانتظام لتجنب الارتفاع الشديد في نسبة الجلوكوز بالدم مع تنظيم الطعام والحركة.. النوع الثاني يبدأ عادة في منتصف العمر بعد سن الأربعين ويكون نقص الأنسولين بسيطاً في البداية ويمكن عادة التحكم في نسبة السكر بالدم عن طريق تنظيم الطعام والمشي والتمرينات الرياضية وبعض الأدوية التي تزيد إفراز الأنسولين من البنكرياس، وتساعد الأنسجة علي استعمال الجلوكوز ولكن مع تقدم المرض قد يحتاج المريض لاستعمال حقن الأنسولين، وقد تحدث بعض المضاعفات لمريض السكر تؤثر علي أجزاء مختلفة من الجسم مثل العين أو الكلي أو الجهاز العصبي، وهذه المضاعفات تحدث عادة في الحالات التي لا يكون فيها المرض تحت العلاج المنتظم ولفترات طويلة ويمكن تجنب معظمها باتباع النظام الغذائي السليم والانتظام في العلاج والحركة.
ويقول الدكتور صادق محمد حلمي، أستاذ الأمراض العصبية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، عن تأثير مرض السكر علي المخ والأعصاب: إن المشاكل التي تؤثر في الجهاز العصبي لمريض السكر تحدث عادة في الحالات التي لا يكون المرض فيها تحت السيطرة بحيث يكون السكر مرتفعاً بالدم وموجود في البول باستمرار ويصيب أكثر من 50٪ من المرضي، وأثبتت الدراسات الحديثة التي تمت فيها متابعة أعداد كبيرة من المرضي لفترات طويلة أن هذه المشاكل تقل نسبة حدوثها بدرجة كبيرة ما دام المريض تحت السيطرة، وذلك كما ذكرنا بالعلاج المنتظم واتباع النظام الغذائي المناسب للحالة والنشاط البدني، وأكثر هذه المشاكل شيوعاً هو التهابات الأعصاب المصاحبة لمرض السكر، التي تحدث عدة أنواع من التهابات الأعصاب في مرضي السكر وتتراوح في شدتها من التهاب بسيط لا يشعر به المريض علي الإطلاق إلي التهاب شديد يتسبب في آلام مبرحة والنوع الأكثر شيوعاً هو التهاب بسيط يحدث ببطء وبالتدريج وينتج عنه تنميل يبدأ في القدمين وقد ينتشر إلي الساقين وأحياناً لليدين، وقد يتبع ذلك ضعف بالإحساس بالمناطق المصابة، وهذا النوع يتحسن مع السيطرة علي نسبة السكر بالدم وبعض الأدوية الخاصة بالتهابات الأعصاب المخية، كما ننصح المريض دائماً بالمجهود العضلي أو المشي بانتظام ويحدث أحياناً التهاب بعصب واحد من أعصاب الأطراف، كما قد تتأثر الأعصاب المخية المختلفة في مرضي السكر مثل العصب السابع أو العصب الثالث، وهناك أنواع أخري أقل شيوعاً ينتج عنها آلام بالفخذين أو ضعف بالأطراف، وفي بعض الحالات يتأثر الجهاز العصبي اللاإرادي مما يتسبب في مشاكل بأجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز الهضمي والمثانة، أو يتسبب في الضعف الجنسي.
ويوضح الدكتور صادق حلمي أن التهابات الأعصاب هي أكثر المشاكل شيوعاً في مرض السكر، ولكن هناك بعض المضاعفات الأخري، فمرضي السكر أكثر تعرضاً من غيرهم لجلطات المخ التي قد ينتج عنها الشلل النصفي، وأكثر تعرضاً لحدوث القصور في الدورة الدموية المخية، وما يصاحبه من مشاكل في الذاكرة والحركة، كما يتعرض مريض السكر لحدوث الالتهابات بالمخ، والالتهاب السحائي إذا ضعفت المناعة، ولا ننسي بالطبع الغيبوبة التي قد تنتج عن الزيادة الشديدة أو النقص الشديد بنسبة السكر «الجلوكوز» بالدم.
ويؤكد الدكتور صادق حلمي أن هذه المشاكل وغيرها تنتج عادة عن الإهمال في العلاج أو عدم اتباع النظام الغذائي المناسب، ويمكن منعها بالسيطرة علي المرض والمتابعة الطبية المنتظمة.
أرسل تعليقك