أقرت منظمة الصحة العالمية، بأن الدول التي تتعرض لوباء الإيبولا في غرب افريقيا وهي ليبريا وغينيا وسيراليون لم تحصل على العلاج اللازم أو تعهد قوي بالمساعدة من المجتمع الدولي .
وقدرت المنظمة عدد حالات الإصابة بوباء الإيبولا بنحو عشرة آلاف و141 حالة إصابة حتى الآن توفي نصفهم على الاقل .. حيث أكدت أن 4922 شخصاً توفوا جراء الإصابة في منطقة غرب أفريقيا،( ليبيريا وغينيا وسيراليون) .
إلا أن، المنظمة الدولية رغم ذلك فتحت باباً للأمل في الشفاء من الفيروس القاتل بإعلانها إنتاج الملايين من لقاح الإيبولا بحلول نهاية عام 2015 ،وقالت إن اللقاحات يمكن أن تتوفر في البلدان المتضررة في غرب أفريقيا في ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أن الحكومات الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية تحتاج إلى المساعدة في زيادة الوعي بين المجتمعات المتضررة والسكان على نطاق أوسع.. مؤكدة أن موجة انتشار الفيروس الحالية تشكل حالة طوارئ صحية عامة على المستوى الدولي ،وحثت على فحص شامل للمسافرين من ليبيريا وسيراليون وغينيا إلا أنها التي لم توص حتى الساعة بتطبيق حظر سفر شامل أو قيود على التبادل التجاري مع دول غرب أفريقيا.
من جهته ،قال الحاج آس سي الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، إن غلق حدود الدول الموبوءة بفيروس الإيبولا لن يوقف حالات العدوى بشكل فعال ،ويأتي هذا التصريح وسط جدال حول ما إذا كان فرض حظر سفر على الدول التي تواجه أسوأ تفش مسجل للمرض المهلك سيساعد في مكافحة انتشاره خارجها.
حيث نقل مسافرون من الدول الموبوءة العدوى إلى شخصين في الولايات المتحدة الأمريكية ،وواحد في العاصمة الإسبانية مدريد مما دفع عددا من قادة الدول ومشرعين أمريكيين إلى المطالبة بفرض حظر سفر على غرب أفريقيا.
وعبر الأمين العام للاتحاد عن اعتقاده، بأنه من المحتمل احتواء المرض خلال فترة تتراوح بين أربعة وستة أشهر إذا طبقت الإجراءات المناسبة ،مشيرا إلى ضرورة زيادة الاستثمار في البنية التحتية للقطاع الصحي في دول غرب افريقيا لتجنب موجات مرضية مماثلة في المستقبل.
وقال، إن الإيبولا يشيع الخوف والذعر الشديد وهو ما يؤدي في بعض الاحيان إلى سلوك غير منطقي للغاية وإجراءات مثل إغلاق الحدود والغاء الرحلات الجوية وعزل دول وغيرها ، مضيفاً أن الحل الوحيد يكمن في كيفية توحيد الجهود لاحتواء مثل هذا النوع من الفيروسات والأوبئة في مهدها تماما حيث بدأت.
من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الافريقي، أن رئيسة مفوضيته نكوسازانا دلاميني زوما ستقوم بجولة في غينيا وسيراليون وليبيريا لتقييم الوضع على الارض.
وستقوم رئيسة المفوضية بجولتها هذه التي لم يحدد موعدها بدقة وستلتقي خلالها رؤساء الدول، برفقة السكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا كارلوس لوبيس ،ورئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا.
وكانت دلاميني زوما قد دعت إلى مزيد من المهنية في قطاع الصحة في غرب افريقيا لمكافحة أسوأ وباء تشهده المنطقة منذ اكتشاف الفيروس في 1976.
وتحذر الإحصائيات من زيادة الإصابات بالإيبولا بما يتراوح بين خمسة وعشرة آلاف حالة جديدة أسبوعيا على مستوى العالم بحلول ديسمبر المقبل.
وبات غياب التمويل المادي ،وضعف التنسيق بين الجهات المعنية، من الأمور التي تعرقل جهود مكافحة الإيبولا، وتحد من قدرة المنظمات الدولية في السيطرة على الفيروس، حيث أعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ،أن المنظمة الدولية تلقت حتى الآن 377 مليون دولار من أصل مليار، بما يعادل 38 بالمائة فقط من المبلغ.. أضافة إلى 217 مليونا في شكل وعود لكنها لم تصل بعد إلى الحسابات المصرفية.
من جهته، كشف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الصندوق الخاص لمكافحة وباء الإيبولا لا يحتوي سوى على (مائة الف دولار) من أصل عشرين مليوناً ،تم التعهد بتقديمها في البدء ،وهو الصندوق الذي يهدف إلى جمع مبالغ نقدية بشكل سريع اذا أدت الحاجة لتمويل اجراءات من اجل مكافحة الوباء.
وفي لندن ،وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رسالة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لزيادة المساعدة التي سيقدمها الاتحاد لتصل إلى مليار يورو ، جاء ذلك في ظل جهود اوروبية لتنسيق المواقف مع الولايات المتحدة الامريكية ،والصين، لرفع سقف الدعم الممنوح للدول الافريقية المتضررة ، والمساهمة بشكل أكثر فعالية عن طريق توفير معامل ومختبرات لكشف الوباء .
فقد أعلنت بكين عن مساعدات إضافية، في أعقاب لقاء في بكين لوزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ،والصيني وانغ يي ،وستعمل بكين وباريس على تشجيع الابحاث المشتركة لقهر الفيروس، بين مختبرات (بي 4 ) البيولوجية في مدينة ليون الفرنسية ،ومختبر سيبدأ العمل قريبا في مدينة ووهان الصينية.
ومن المقرر، أن يتمحور التنسيق الدولي حول ثلاث دول أساسية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على أن تتولى تقديم الدعم اللازم لثلاث دول في أفريقيا هي ليبيريا وسيراليون وغينيا.
يأتي ذلك متزامناً مع تحذير اطلقه برنامج الغذاء العالمي من أن الموسم الزراعي والحصاد، في الدول الأفريقية الثلاث المصابة بالمرض ليبيريا وسيراليون وغينيا، سيكون مهددا بقوة وذلك إن استمرت أزمة إيبولا لمدة 4 أو 5 أشهر قادمة.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج، إن هناك احتمالا كبيرا لخسائر، بما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدان الثلاثة وتقلبات في السوق، كما لفتت إلى، أنه وفي ظل ما تسبب به إيبولا من تعطيل لتجارة الأغذية وللأسواق في تلك البلدان فإنه من المرجح أن تكون هناك صعوبات كبيرة في القدرة على وصول المواد الغذائية إلى المجتمعات المحلية لعدة أشهر قادمة.
وأضافت، أن البرنامج قدم مساعدات غذائية إلى حوالي 776 ألف شخص في البلدان الثلاثة حتى الآن، وأن البرنامج يحتاج إلى مبلغ يصل إلى 93 مليون دولار ،حيث يعاني عجزا في تمويل عملياته في تلك البلدان يصل إلى 48 بالمائة.
تقريرالابحاث والدراسات
أرسل تعليقك