دمشق - ميس خليل
لا يمكن أن يكتمل العيد في البيت الدمشقي إلا برائحة السمن العربي الذي يفوح من بين أطباق المعمول المحشو بالعجوة والجوز والفستق الحلبي وأنواع المربيات المختلفة التي تعبق من أغلب البيوت الدمشقية متغلبة على رائحة البارود ومؤكدة على استمرار التمسك بتقاليد الأجداد في محاولة للتحايل على الواقع للإحساس بفرحة العيد.
ورغم حالة الغلاء التي يعاني منها السويون بسبب الحرب إلا أن البيوت الدمشقية ما زالت تحافظ على تقديم ضيافة العيد التي يعد من أبرزها الحلويات الدمشقية ولاسيما المعمول مع أشكال الشوكولا والسكاكر المختلفة وفنجان القهوة المرة.
وتختلف أساليب الدمشقيين في التحضير للمعمول فهناك من العائلات من تحرص على شراءه من السوق من محلات معروفة كتلك الموجودة في سوق الجزماتية في منطقة الميدان المعروفة بالحلويات الشرقية المميزة التي تقدمها التي تقدم إضافة إلى المعمول والبقلاوة والبللورية والآسية والتي باتت أغلب العائلات تعكف عن شرائها بسبب الغلاء ليظل المعمول هو ملك العيد.
ومن العائلات من تصر على صنع هذا النوع من الحلويات في المنزل بمساعدة الأهل والأصدقاء والجيران حيث تتحول البيوت إلى خلايا نحل لإعداد أشكال مختلفة من المعمول وكأن ربات البيوت على أبواب مسابقة لتقديم الأطيب مذاقًا والأجود صنعة.
وأكدت سيدة دمشقية تُدعى أم هاني أنه لا يمكن تصور العيد دون حلويات تصنع في البيت وتفوح رائحة شوائها في الأرجاء حاملة بشائر الفرح للأولاد، ولا عيد بلا تبادل الرأي مع الجارات والقريبات حول من هي الأكثر شطارة ومهارة في ممارسة هذا الطقس الجميل.
فيما ترى السيدة أم رائد أن صناعة المعمول هي واحدة ولم تختلف طريقتها منذ زمن وان دخلت أنواع حشوات جديدة إلى المعمول كالراحة والنانرج والمربيات المختلفة.
وعن الطريقة المثالية لصنع المعمول حدثنا أبومحمد أحد العاملين في مطبخ صُنع الحلويات الدمشقية، مشيرًا إلى أن الطريقة العامة لصنع المعمول تكون بوضع لكل 3 كيلو طحين كأس ونصف الكأس سكر، بعد الخلط يضاف إليها 2 كيلو ونصف الكيلو سمنة، وينصح بأن يكون كيلو منها سمنا عربيا، ثم تضاف ملعقة خميرة ورشة ماء زهر.
وأضاف "تدعك بعدها العجينة لينسجم قوامها، ثم تغطى بقطعة قماش مبلولة بالماء حوالي ست ساعات بعد ذلك تصنع قبضة من العجين بحجم قبضة داخل اليد، وتوضع داخلها حشوة الجوز والسكر، أو الفستق الحلبي، أوالراحة أو المربى و تكبس بالقالب لتأخذ شكل نصف كرة صغيرة. في تلك الأثناء، تكون الصواني قد حُضرت، ومُسحت بطبقة زيت خفيفة، منعًا لالتصاق المعمول، بعد قليل من الوقت، يصبح معمول العيد جاهزًا".
وما زالت البيوت الدمشقية تصر على أن تفوح منها رائحة العيد لتتغلب على رائحة الموت والحزن والدمار كإعلان واثق بأن الحياة لن تتوقف مهما حدث.
أرسل تعليقك