الدوحة - قنا
تواصلت الجهود المضنية التي تبذلها فرق الإغاثة التابعة للهلال الأحمر القطري لنجدة المنكوبين من أبناء القطاع ورعاية الجرحى الذين ما زالوا يتساقطون يوميا تحت وطأة القصف الإسرائيلي، رغم الجهود الدبلوماسية والضغوط الدولية لإيقاف نزيف الدماء ورغم اتفاقات الهدنة المتعاقبة.
وقد باشر مكتب الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة تحديد أهم الاحتياجات في الجانب الصحي، حيث أكد الدكتور أكرم نصار رئيس المكتب أنه تم بالفعل إصدار أوامر الشراء لعدد كبير من الأجهزة والمعدات الطبية الجديدة لتوزيعها على مستشفيات القطاع بقيمة إجمالية تبلغ 200 ألف دولار أمريكي، ومنها أجهزة أشعة سينية تعمل بالكمبيوتر، وتجهيزات لغرف العناية المركزة، وأجهزة رسم قلب، وأجهزة خاصة لغرف العمليات، وعربات طوارئ، وأسرة للمرضى، وأجهزة تخدير، ومختبرات طبية.
وكشف نصار عن البدء في خطوات شراء تجهيزات طبية أخرى بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي، متوقعا أن تسهم هذه التجهيزات في رفع الكفاءة وزيادة القدرة الاستيعابية لمستشفيات قطاع غزة، مما يؤدي إلى تحسين قدرتها على الاستجابة لتبعات العدوان وإسعاف المرضى والمصابين.
وعن الدور الذي يقوم به قسم التأهيل الطبي في مستشفى الأمل منذ بداية العدوان، قال مدير عام المستشفى الدكتور وائل مكي: "لقد بات مستشفى الأمل هو المستشفى الوحيد في قطاع غزة الذي يقدم خدمات التأهيل الطبي بعد تدمير الاحتلال لمستشفى الوفاء الطبي في غزة، حيث استقبلنا 23 جريحا وجريحة تنوعت حالاتهم بين إصابات في الرأس والحبل الشوكي والعمود الفقري والبتر والكسور".
وأشار الدكتور مكي إلى أن قسم التأهيل الطبي، الذي كان الهلال الأحمر القطري قد قام بتدشينه في شهر يوليو 2013، ساهم بشكل كبير في علاج الجرحى أثناء العدوان، داعيا الجميع إلى المساعدة في توسعة القسم حتى يقدم خدماته لعدد أكبر من الجرحى الفلسطينيين، الذين تجاوز عددهم حتى الآن 10 ألاف جريح.
يذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب حتى الآن في توقف 8 مستشفيات من إجمالي 25 مستشفى بالقطاع، وصحب ذلك استهلاك حاد لمخزون المستشفيات من الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى درجة أن ما يزيد على 30 في المائة من الأدوية الأساسية وأكثر من 55 في المائة من المستهلكات الطبية قد نفد تماما بسبب الحصار المفروض على القطاع.
وتعاني وحدة جراحة العظام من نقص حاد في أصناف المستلزمات الطبية المختلفة، كما أدى العجز في الإمكانيات إلى تقليص خدمات الجراحة العامة والعناية الفائقة لتقتصر على الحالات الطارئة فقط. ومن ناحية أخرى، فإن عدم القدرة على توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية لضمان استمرار عمل المستشفيات في ظل تكرار انقطاع التيار الكهربائي على مستوى القطاع قد فاقم الوضع في جميع المستشفيات.
وتأتي فئة الأطفال على رأس اهتمامات الهلال الأحمر القطري عند تنفيذ جهوده الإغاثية في مختلف المجالات وخاصة المجال الصحي، إذ وصلت أعداد الجرحى بين الأطفال حتى الآن إلى 2877 طفلا، كما تشير التقارير إلى وجود ما لا يقل عن 373 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض تؤكد حاجتهم إلى تلقي خدمات الدعم النفسي الاجتماعي، وقد تم تسجيل حالات إسهال وأمراض جلدية بين النازحين في مدارس الإيواء، مما يعتبر مؤشرا خطيرا لاحتمال تفشي الأمراض المعدية بسبب تدني الأوضاع الصحية.
ومع بداية الأزمة، بادر الهلال الأحمر القطري إلى تخصيص مبلغ مليوني ريال قطري عبر صندوق الاستجابة للكوارث من أجل تقديم إغاثة عاجلة لقطاع غزة، كما أطلق نداء إغاثيا عاجلا لجمع تبرعات بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لمساعدة 40 ألف شخص، أي ما يعادل 6000 أسرة متضررة من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، لمدة 6 أشهر.
ويتلقى الهلال الأحمر القطري تبرعات الراغبين في دعم جهود إغاثة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة عن طريق الاتصال بالخط الساخن: 66666364، أو تسليم التبرعات إلى مقر الهلال الأحمر القطري في سلاطة القديمة أو إلى مندوبيه الموزعين في المراكز التجارية المختلفة، وكذلك التبرع عبر الإنترنت على العنوان الإلكتروني: WWW.QRCS.ORG.QA، أو بإرسال كلمة "قطر" في رسالة نصية إلى الرقم 92766 للتبرع بمبلغ 100 ريال قطري.
أرسل تعليقك