الدوحة ـ قنا
تسعى دولة قطر إلى مواكبة التقدم العلمي لضمان تقديم أفضل خدمة طبية متاحة في مجال معالجة امراض الكبد حيث شرعت مؤسسة حمد الطبية في استجلاب العقاقير التي أجازتها منظمة الغذاء والدواء تمهيدا لاستخدامها في المستقبل القريب.
ويعد التهاب الكبدي الفيروسي أحد أكثر الأمراض شيوعا وخطورة في إقليم الشرق الأوسط حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى انه يصاب كل عام ما يقارب 4.3 مليون شخص بالالتهاب الكبدي من النمط (ب) و800 ألف شخص بالالتهاب الكبدي من النمط (ج) وببلوغ الأطفال سن الخامسة عشرة سيكون نصفهم قد تعرضوا للالتهاب الكبدي الوبائي من النمط (أ) وفضلا عن ذلك يتزايد معدل انتشار الالتهاب الكبدي من النمط (هـ) في بعض البلدان.
والتهاب الكبد الفيروسي هو مرض يصيب الكبد وتعد الإصابة المزمنة بالالتهاب الكبدي من النمطين (ب) و (ج) السبب الرئيسي في تشمع الكبد والإصابة بسرطان الكبد.. ومع ذلك فان الالتهاب الكبدي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها ومعاجلتها والشفاء التام منها في كثير من الحالات.
ويعاني إقليم شرق المتوسط من انخفاض مستوى الوعي حول الالتهاب الكبدي مع الاشارة إلى أن الكثير من الناس معرضون للالتهاب الكبدي الفيروسي بسبب ضعف إمكانية الحصول على المياه النظيفة والتعرض للممارسات غير الآمنة في مواقع الرعاية الصحية ونقل الدم وزرع الأعضاء على نحو غير آمن وكذلك من خلال المخاطر السلوكية مثل إهمال النظافة الشخصية مع محدودية إمكانية الوصول للفحوصات حيث لا تظهر على الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبدي من النمط (ب) و (ج) أية أعراض تدل على إصابتهم وبالتالي فقد يصبحون -دون دراية منهم- سببا في انتقال العدوى إلى غيرهم.
وما لم تتم معالجته يمكن أن يشكل الالتهاب الكبدي عبئا باهظا على البلدان بسبب فقد الأرواح ونقص الإنتاجية وفي الوقت ذاته فإن تكلفة علاج التهاب الكبدي بالأدوية المتاحة حاليا باهظة على نحو يعوق البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الحصول عليها.
وتعمل منظمة الصحة العالمية على ضمان تطبيق الحكومات لنهج شامل تتضافر فيه الجهود المشتركة بين القطاع العام والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص على أن يركز هذا النهج على رفع مستوى الوعي وضمان استرشاد السياسة المتبعة بالبيانات المستمدة من البحث العلمي والترصد واستنادها إلى تلك البيانات والتوسع في نطاق الوصول إلى خدمات الوقاية بين جميع المجموعات المعرضة لخطر الإصابة وزيادة إمكانية حصول المصابين على خدمات التشخيص والرعاية والمعاجلة.
وتتعاون دولة قطر مع منظمة الصحة العالمية وبقية دول العالم لمواجهة التحدي الذي يفرضه الالتهاب الكبدي بالاستفادة من الإرشادات المعيارية المتعلقة بالتدابير العلاجية للالتهاب الكبدي خصوصا الجهود الهادفة لخفض سعر العلاج بما يحقق زيادة في إتاحة الأدوية للشرائح المستهدفة .
وتماشيا مع النهج الذي تم اتخاذه في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإنشاء فريق عمل فني من مختلف الإدارات المعنية بالوقاية والترصد والتشخيص والرعاية والمعالجة فإن دولة قطر تشارك منظمة الصحة العالمية الالتزام بدحر المرض عبر زيادة نطاق الخدمات العلاجية والوقائية المبذولة استنادا إلى الأسس العلمية لإعطاء نموذج يمكن أن يحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة.
أرسل تعليقك