واشنطن ـ وكالات
اكتشف باحثون أمريكيون طريقة لتنشيط جهاز المناعة في جسم الإنسان حتى يتمكن من مكافحة الخلايا السرطانية.
ويتوازن جهاز المناعة للجسم بدقة بحيث يهاجم الأجسام الدخيلة، ولا يهاجم أنسجة الجسم نفسها.
وقال فريق بحثي من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا الذي نشر دراسته في مجلة نيتشر ميدسين العلمية إن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أن تعديل هذا التوازن في جهاز المناعة قد يفتح المجال أمام علاجات جديدة لمرض السرطان.
وهناك العديد من الأمراض التي يسببها جهاز المناعة حينما يهاجم أنسجة الجسم ذاتها مثل مرض السكري النوع-1، و مرض التصلب المتعدد.
وهناك خلايا يطلق عليها اسم خلايا تريك (Treq) التي تمثل هدفا معروفا للبحث في أمراض السرطان وأمراض المناعة الذاتية.
وهذه الخلايا هي جزء من الجهاز المناعي الذي يهدئ كل شيء بشكل طبيعي لمنع جهاز المناعة من مهاجمة الجسم.
وكان الباحثون يحاولون تعطيل وظائف هذا النوع من الخلايا، وهو بمثابة كبح لجهاز المناع حتي يتمكن من مهاجمة السرطان.
وقال واين هانكوك، وهو أحد الباحثين بالدراسة "كنا في حاجة إلى إيجاد طريقة للحد من وظائف خلايا (تريك) بشكل يسمح بعمل مضادات الأورام ولا يسمح بردود فعل المناعة الذاتية."
واستطاع العلماء أن ينتجوا فئرانا تفتقر إلى المادة الكيميائية اللازمة لعمل خلايا (تريك) بكفاءة، ثم استخدموا عقارا ينتج التأثير ذاته في الفئران العادية.
وكانت النتيجة هي أن هذا التحول في جهاز المناعة تمكن من الحد من نمو أحد أنواع سرطان الرئة.
قال هانكوك: "إن ذلك يفسح المجال حقا أمام علاج مناعي رئيس وجديد لأمراض السرطان."
ومع ذلك، لا يزال هذا الطريق طويلا أمام أي نوع من علاج أمراض السرطان، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات لنرى ما إذا كانت الخطوات نفسها يمكن أن تعدل جهاز المناعة في جسم الإنسان قبل أن يتم اختبارها في التجارب السريرية.
قالت الطبيبة إيما سميث من معهد بحوث السرطان في بريطانيا: "إن تحويل طاقة جهاز المناعة لدينا ضد السرطان يعد مجالا واعدا للبحوث، وشيئا يقوم العلماء حول العالم بدراسته الآن."
وأضافت: "هذه النتائج تمثل خطوة للأمام نحو تطوير علاجات جديدة تعمل بهذه الطريقة، لكن البحث لا يزال في مرحلة مبكرة ونحن لا نعلم حتى الآن ما إذا كان هذا النهج آمنا أو فاعلا عند تطبيقه على الناس."
أرسل تعليقك