البيرة ـ وفا
افتتحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المؤتمر الحادي عشر لها، في مقرها العام بمدينة البيرة، مساء اليوم الخميس.
وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في كلمة باسم الرئيس محمود عباس، أن العطاء المتواصل الذي تقدمه الجمعية منذ أكثر من أربعة عقود، يمثل مسيرة كفاح وطني ملهمة، شكلت مدرسة في العمل التطوعي والإنساني النبيل.
ولفت إلى مساهمات الجمعية في مساعدة الفئات المهمشة، مبينا أنها حرصت على الدوام عبر تطوير مقارها وفروعها، وتنمية قدراتها على أن تظل في طليعة المؤسسات الرائدة.
واستذكر رئيس الوزراء بدايات الجمعية ومؤسسها الراحل الدكتور فتحي عرفات، ومؤسسها في قطاع غزة الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي.
وتطرق إلى دور الجمعية في مواجهات ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وإغاثة الشعب الفلسطيني، والتصدي للكوارث.
وذكر أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل استمرار أزمة اللاجئين في مخيم 'اليرموك' بسوريا وتفاقمها، لافتا إلى دور طواقم الجمعية في تقديم الخدمات في سوريا ولبنان رغم صعوبة الظروف فيهما.
وعبر عن أسفه لعدم تمكن أعضاء الجمعية في سوريا ولبنان من الحضور إلى فلسطين للمشاركة في المؤتمر، نظرا لعدم إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي التصاريح اللازمة.
وقال الحمد الله: إن الحكومة تعمل على استنهاض المؤسسات، وتنمية قدراتها الذاتية بغية زيادة فاعليتها، وتعزيز صمود شعبنا وتوفير جميع الخدمات له خاصة في قطاعي التعليم والصحة.
وبين أن ما تقدمه الجمعية وسائر الهيئات الأهلية، يمثل استكمالا للاستراتيجية التي تعتمدها الحكومة، ومتناغما معها.
من جهته، أثنى رئيس جمعية الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد على تجربة الجمعية، مشيرا إلى أنها تعمل في ظروف بالغة التعقيد، بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن الجمعية محط فخر واعتزاز على الصعيد العربي والدولي، ممثلة بقيادتها المتألقة الملتزمة بأخلاقيات العمل الإنساني، في ظل الاحتلال لتخفيف المعاناة وتكريس احترام كرامة الإنسان.
وأضاف أن الحالة الفلسطينية جزء من الواقع العربي المرير، وهي مليئة بالمفاجآت، ويصعب توقع تطوراتها المتسارعة، كما يصعب، في ظل استمرار إجراءات الاحتلال، والتعثر الدائم لمفاوضات السلام، وضع استراتيجية قابلة للتطبيق بدلا من الاعتماد على تخمينات وسيناريوهات غامضة.
وأشار الحديد إلى أن التحديات التي تواجه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تتمثل في الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني، وتواصل استهداف المدنيين، والاحتلال.
وبدوره، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب إن الجمعية حرصت منذ تأسيسها في أواخر العام 1968، على عقد مؤتمراتها العامة بانتظام، خاصة منذ توحدت فروع الجمعية القائمة في فلسطين، وتلك التي تأسست في الشتات، في المؤتمر العام السابع الذي عقد في خان يونس العام 1996.
وتابع: إن الجمعية حرصت خلال تلك المؤتمرات على تقييم عملها الإنساني، واتخاذ القرارات التي من شأنها تعزيز خدماتها في المجالات الصحية كافة، وفي مجالات التأهيل وتنمية القدرات، والتنمية الاجتماعية، لترفد الخدمات التي تقدمها وزارات السلطة الوطنية المعنية.
وأردف: أن الطريق لم تكن معبدة أمام الجمعية خلال سنواتها الـ(46)، إنما شابها الكثير من الصعاب والتحديات، لكنها اجتازتها كلها بنجاح رغم التضحيات التي قدمتها في هذا السبيل، هذا إلى جانب استشهاد العشرات من كوادرها، وفي مقدمتهم المرحوم الدكتور فتحي عرفات، وجرح واعتقال المئات على يد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال الخطيب: إن الجمعية رسمت استراتجيتها منذ تأسيسها، على أن تكون مستعدة وعلى أهبة الاستعداد في حالتي السكون والكوارث، سواء الطبيعية أو تلك التي يسببها الاحتلال، وهيأت مستشفياتها ومراكزها وإداراتها، وعياداتها وكوادرها ومتطوعيها، وفق هذه الاستراتيجية، وانطلاقا من هذه الرؤية تعاملت الجمعية مع تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان وحصار بيروت العام 1982، وحوادث طرابلس العام 1983، وما اصطلح على تسميتها بحرب المخيمات في لبنان العام 1985، وما تلاها لاحقا في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة أواخر العام 2008، ونهاية العام 2012.
وأضاف: أن الأحداث المؤسفة التي تشهدها سورية، لم يسلم منها أبناء شعبنا الفلسطيني هناك، الذين يتوزعون على 13 مخيماً في جميع المحافظات السورية، وطالتهم المأساة كما طالت أشقاءهم السوريين.
وتابع: لقد هجر اهالي مخيمات درعا، وحندرات القريب من حلب، والنيرب بالكامل، ولجأوا إما إلى الداخل السوري أو إلى لبنان، والأمر نفسه ينسحب على مخيمات الغوطة الشرقية، وهي الست زينب، وخان دنون، والسبينة، وخان الشيح، أما النصيب الأكبر من التدمير والتهجير فطال مخيم اليرموك، الذي شهد كارثة إنسانية فظيعة، نتج عنها استشهاد المئات من أطفال وبنات وأبناء شعبنا، وجرح الآلاف ونزوح عشرات الآلاف، إما إلى الداخل السوري أو إلى خارجه، لا سيما لبنان.
وقال الخطيب: إن مستشفيات ومراكز الجمعية لم تسلم من الرصاص والقذائف، خاصة مستشفى فلسطين في مخيم اليرموك، الذي تعرض للقصف والعدوان أكثر من مرة، ما أدى لاستشهاد خمسة من كوادره بينهم طبيبان، كما نهبت مستودعاته من الأدوية، وسرقت سيارت الإسعاف منه، ورغم ذلك، لا يزال يقوم بواجبه الإنساني تجاه أبناء شعبنا المحاصر.
وذكر أن المعاناة لم تقتصر على مستشفى فلسطين، وإنما شملت مستشفى بيسان التابع للجمعية في مخيم حمص، الذي تعرض للحصار والقصف أكثر من مرة، لكنه رغم ذلك استمر في تقديم عطائه الإنساني، وكان الوحيد تقريبا في المنطقة الذي يستقبل المرضى الفلسطينيين والسوريين، بعد أن أغلق العديد من المستشفيات السورية العامة والخاصة أبوابه.
أرسل تعليقك