واشنطن ـ د.ب.أ
المناعة هي القوة التي يكتسبها الإنسان ليقاوم العدوى ويتغلب عليها، وهي دفاع الجسم البشري ضد غزو الجراثيم التي تسبب الأمراض، وتعد التطعيمات الوقائية التحصين الطبي الأمثل للوقاية من الأمراض، خاصة للأطفال، إذ كشفت التقديرات السنوية أن أكثر من مليونين ونصف مليون شخص يموتون سنوياً بسبب عدم تلقيهم التطعيمات اللازمة في الوقت المناسب.
وطوّر البروفيسور أنيل جان، في جامعة ميتشغان الأمريكية، طريقة مستحدثة لتطعيم الأطفال وجدولة أوقات التطعيم المختلفة وفقاً لبصمات الأصابع، بدلاً من الطرق التقليدية التي تستخدم الأوراق والسجلات الطبية لتسجيل مواعيد التطعيمات المختلفة بتواريخها، إذ سيسهم ذلك الإجراء الوقائي في رفع وتعزيز مناعة الأطفال والرضع ووقايتهم من الإصابة بالأمراض وإنقاذ حياتهم، بحسب ما ذكر موقع ساينس ديلي.
ولاحظ الدكتور المشرف على البحث العلمي أنيل جان أن الطرق التقليدية المتبعة في تسجيل مواعيد التطعيمات من خلال "أوراق شهادات التطعيم" تعتبر غير مجدية ونافعة، بخاصة في الدول المتقدمة، نظراً لإمكانية ضياع تلك الأوراق والمستندات، إذ أن هذا الأسلوب المعقد والمستنفد للوقت مليء بالمصاعب عند التعامل مع مجموعات المعطيات الكبيرة.
وسافر الطبيب جان مع الفريق الطبي لإحدى المستشفيات والوحدات العلاجية في المناطق الريفية والقرى في مدينة بنين الأفريقية، لاختبار مدى فاعلية تطبيق ذلك النظام، فاستخدموا قارئ بصمات الأصابع الضوئية، لمسح الابهام والسبابة من الأطفال والرضع، وما إن تم تسجيلها حتى قام جهاز الكمبيوتر بتحويلها وترجمتها إلى جدول بيانات لتسجيل مواعيد التطعيمات الوقائية المختلفة. عندها، تصبح بذلك جزءاً من نظام تسجيل لقاحات الأطفال إلكترونياً.
ويقوم الأطباء بإجراء مسح لأصابع الطفل، عند زيارة أهله للمستشفى، فيتم بعدها عرض جدول التطعيمات الذي يوضح تفصيلياً عدد التطعيمات المأخوذة والمتبقية وعدد الجرعات وغيرها من المعلومات الأخرى، والتي يتم اتخاذ التصرف الطبي الملائم بناء عليها.
ويعد التحدي الوحيد في تطبيق ذلك النظام الجديد وتعميمه، هو صغر حجم أصابع الأطفال وبصماتهم، إلا أنه مازال العمل جارياً لتطوير ذلك النظام الإلكتروني، ولإيجاد التطبيقات والبرامج التي تتماشى مع أصابع الأطفال، مع مرور الوقت.
ولفت المدير التنفيذي للجهة الراعية للبحث العلمي فاكس تراك، أن النظام الإلكتروني سيكون بمثابة نقلة نوعية وقفزة ليس في مجال تسجيل البيانات الطبية فحسب، بل وفي السجلات المدنية والمسح السكاني، ولحفظ بيانات المراحل التعليمية والدراسية المتعددة.
أرسل تعليقك