جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري
آخر تحديث GMT13:14:54
 العرب اليوم -

جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري

الصحة المغربية
الرباط - شينخوا

 أطلقت وزارة الصحة المغربية حوارا وطنيا حول الإجهاض بعد تنامي القلق من ارتفاع حالات الإجهاض السري، حيث قدرت تقارير حقوقية أنه يتم تسجيل ما بين 600 و 1000 حالة إجهاض سري يوميا في المغرب.

ودعا وزير الصحة المغربي حسين الوردي إلى تعديل القانون الجنائي (قانون العقوبات) الذي يعاقب الطبيب الذي يساعد على الإجهاض بعقوبات قد تصل إلى 30 سنة، واصفا هذا القانون بكونه مجحف وقاسي ومتجاوز.

ولا يسمح القانون الجنائي المغربي بالإجهاض، إلا إذا استوجبته المحافظة على حياة أو صحة الأم، وهو ما اعتبره وزير الصحة صعب التأويل، باعتبار أن منظمة الصحة العالمية تعرف الصحة بحالة رفاه كامل بدني وعقلي واجتماعي.

وأضاف "يمكنني القول إن هذا القانون أصبح اليوم متجاوزا ولا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على الأم في المغرب، وتمتعها بجميع حقوقها الإنجابية".

وحذرت الحقوقية خديجة الرياضي في اتصال مع وكالة أنباء ((شينخوا)) من مخاطر ظاهرة الإجهاض السري على الفتيات، موضحة أن فرض قيود طبية صارمة عليه جعل شبكات سرية تنشط في هذا المجال وتعرض حياة الفتيات للخطر.

وانتقدت حصر النقاش حول ظاهرة الإجهاض السري على المقاربة الأخلاقية والقانونية، ودعت بالمقابل للتفكير في مدى تقبل المجتمع لهذه الظاهرة وكذا التفكير في مسبباتها.

وعلى الرغم من دفاعه عن تغيير فصول القانون الجنائي المتعلقة بالإجهاض، مستندا إلى نص دستور 2011 على عدد من الحقوق، وعلى رأسها الحق في الحياة، ووصفه القانون الجنائي بكونه قانونا متشددا ومجحفا، إلا أن الوزير المغربي أكد بالمقابل أن تعديل القانون الجنائي، يجب أن يتمّ بناء على احترام قيم المغاربة الاجتماعية والثقافية والأخلاقية.

أما الداعية الإسلامي المغربي مصطفى بنحمزة رفض بشكل قاطع تقنين الإجهاض على اعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى تزايده بشكل غير مقبول في المملكة.

ودعا إلى مزيد من التفكير والنقاش حول هذا الموضوع بين رجال الدين وعلماء الطب، مشددا على أن الأصل هو احترام الحق في الحياة طبقا لتعاليم الإسلام.

غير أن وزير الصحة المغربي أكد أن تقنين الإجهاض "ستكون له آثار إيجابية على البلاد، لخصها في خفض نسبة وفيات الأمهات الناجمة عن الإجهاض السري غير المأمون، وتمكين الأطباء من العمل في إطار قانوني وفي ظروف تحترم السلامة الصحية، ودافع عن ذلك بالقول إن العمل في شفافية سيعطي المغرب مصداقية أكثر أمام دول العالم فيما يخص الحقوق والصحة الإنجابية.

وشدد على أن تقنين الإجهاض سيساهم في خفض الكلفة المادية سواء بالنسبة للنساء، باعتبار أن عمليات الإجهاض السري أكثر تكلفة، أو بالنسبة للدولة، فيما يخص تكلفة التكفل بالمضاعفات الناجمة عن الإجهاض السري.

وبالنسبة للقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم سعيد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي السابق، فدعا إلى توسيع الحالات التي يجب إباحة الإجهاض قانونيا فيها لتشمل حالة المرض العقلي الشديد لدى المرأة.

كما دعا للسماح بالإجهاض قانونيا خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل إذا ترتب عن اغتصاب أو عن زنا المحارم أو خلال ال120 يوما الأولى من الحمل بناء على طلب الوالدين إذا ثبت بواسطة البحوث الطبية والوسائل المختبرية أن الجنين به تشوهات أو أمراض جينية، مع التدقيق في تعريف معنى التشوهات والأمراض الجينية.

ورغم هذا الجدل الكبير فإن متتبعين لهذا الشأن يسجلون للحكومة الإسلامية أنها فتحت نقاشا مجتمعيا حول هذا الموضوع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري جدل حقوقي في المغرب بسبب تنامي ظاهرة الإجهاض السري



GMT 05:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الباذنجان الصحية للجسم والجلد والعظام

GMT 20:11 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتحسين صحة الجهاز الهضمي

GMT 19:57 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مكملات غذائية يمكن أن يكون لها آثار خطيرة عند دمجها

GMT 19:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مكملات زيت السمك قد تكون عديمة القيمة

GMT 15:40 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

حرق السعرات الحرارية يعتمد على الوقت من اليوم

GMT 14:53 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل تمرين منخفض التأثير يعزز صحة القلب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab