خبراء يؤكدون حاجة سكان غزة لبرامج دعم نفسي
آخر تحديث GMT04:33:15
 العرب اليوم -

خبراء يؤكدون حاجة سكان غزة لبرامج دعم نفسي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خبراء يؤكدون حاجة سكان غزة لبرامج دعم نفسي

الناجون من هجمات الاحتلال
غزة - صفا

سيعاني من نجا من مجازر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة من اضطرابات نفسية يقول مختص في العلاج النفسي إنها تؤثر في أربع مسارات تتعلق بالجوانب الجسدية والعقلية والاجتماعية والانفعالية.

وألقى العدوان الإسرائيلي على مدار 51 يوما بظلال سلبية وحادة على سكان قطاع غزة تبلغ أشدها في اضرابات نفسية ووجدانية تحتاج إلى برامج ومشاريع دعم وإرشاد نفسي عاجلة لعلاجها.

ويقول الخبير درداح الشاعر في حديث لوكالة "صفا" إن الحالة النفسية مطلب لكل إنسان كونها تشعره بالسعادة والرضا والراحة النفسية، ولذلك فإن ما تعرض له سكان غزة من عدوان يتشكل أكبر المنغصات على هذا الشعور.

ويقدر الشاعر بأن العدوان الإسرائيلي أحدث حالة من عدم الثقة بالنفس والتردد والتشكك لدى السكان في غزة، وبالتالي لم تعد حالة الرضا على الاستقرار النفسي موجودة لديهم.

وطالت الأزمات النفسية والصدمات بفعل العدوان بشكل خاص أطفال غزة الذين عاشوا أهوال الغارات الإسرائيلية مما دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسف " إلى وصف مستقبل هؤلاء الأطفال بالقاتم في ضوء ما تعرضوا له.

وتشير تقديرات اليونيسيف إلى أن نحو 400 ألف طفل في غزة يحتاجون إلى دعم نفسي عاجل للتقليل من حدة الآثار النفسية التي باتوا يعانون من تداعياتها.

وتتجسد انعكاسات العدوان الإسرائيلي على السكان في غزة في أربع مسارات رئيسية تحتاج – وفق الشاعر- إلى برنامج تأهيل نفسي مكثف.

ويفصل الشاعر هذه المسارات بالقول "إن العدوان أحدث أولاً اضرابًا في الوظائف الحيوية لجسم الإنسان من ارتفاع في ضغط الدم واضرابات في السكر وفقدان للشهية وصداع، إضافة لحالات تعرضت وقد تتعرض بسبب هذه الإضرابات الوظيفية لجلطة دماغية أو نزيف في الدم أو تبول لا إرادي".

ومن وجهة نظره، فإن الحالة الجسدية المضطربة للسكان تسببت بها حالات الرعب والخوف والصدمة التي تعرضوا لها خلال العدوان الإسرائيلي.

وثاني المسارات هو الإضراب في الوظائف العقلية وتتجسد في بعض الحالات الإضراب في النوم والخوف من المساء وتقطع النوم ليلاً والكوابيس والخوف من الأصوات المزعجة والظلام.

ويقول "إن العدوان تسبب بحالة من الهلع وانعدام الثقة بالأخرين إضافة لحالة من الاحتراق الذاتي وعدم القدرة على التركيز والانتباه والتفكير المنظّم والمنطقي، وحالة سوء التأويل والإدراك، وهو المسار الانفعالي للإضرابات النفسية".

أما المسار الاجتماعي لهذه الإضرابات فيتجسد في انطواء الكثير من الأشخاص على ذواتهم، وعدم رغبتهم في الاختلاط والمشاركة أو الجلوس مع الأخرين.

"وتُعتبر فئة الأطفال الأكثر تضررًا من هذه الحرب نظرًا لضعف الإدراك والوعي لديهم وعدم اعتماد الطفل على ذاته في الأيام العادية فما بالنا في أوقات الصدمات كما حدث في العدوان".

ويضيف "ومن هنا فإن تعرض الأطفال للقصف والخوف والتهجير من منازلهم وإصابتهم بالجراح تعرض حياته في كل المسارات العقلية والانفعالية والجسدية للخطر".

ويحتاج سكان غزة لإزالة هذه الإضرابات إلى برامج تقدمها المؤسسات المختصة بالدعم والإرشاد والعلاج النفسي، ولكن ومن وجهة نظر الخبير النفسي يجب قبل ذلك تقديم حالة إسعاف نفسية لهم. 

ويوضح أن حالة الإسعاف هذه يجب أن يقوم بها متخصصين نفسيين واجتماعيين ومرشدين كما يمكن للأسرة والمدرسة أن تقوم بهذه الوظيفة، بحيث يُفتح المجال من خلال الإسعاف النفسي للشخص أن يتحدث عما حدث معه وتعرض له خلال الحرب وما يزعجه وما يحتاجه في حياته.

وكما يقول الشاعر فإن هذه الحالة يحتاجها الإنسان لكي يستطيع أن يعود لمسار حياته الطبيعية من زيارة لأصدقائه وأقاربه ومأكله ومشربه وغيرها من أوجه الحياة الطبيعية.

ويفيد بأن الألعاب الجماعية بين الأطفال والمرح والأنشطة الترفيهية تشكل أداة فاعلة في الإسعاف النفسي لهذه الشريحة المهمة، وبالتالي يكون ذلك بوابة رئيسية للدعم النفسي ثم بعدها تُخطط المؤسسات برامج هذا الدعم لمسارات أطول.

ووفق الشاعر، فإن الخطط يجب أن تقسم بين المتضررين نفسيًا حسب مستوى الضرر الذي تعرضوا له، موضحًا أن هناك حالات تحتاج لمساعدة نفسية خفيفة بينما ومن يحتاج لعلاج ودعم نفسي طويل نظرا لكثيرة الصدمات التي تعرض لها.

وحول البرامج المطلوبة لفئة الصغار والكبار لدعمهم نفسيا، يقول الشاعر "إن مراكز الدعم النفسي تنشط حاليًا في برامج ومشاريع متخصصة للفئات العمرية كافة من أطفال ونساء ومسعفين ورجال إطفاء وأطباء وغيرهم، لأن الجميع متضرر نفسيًا".

ونظرًا لأهمية هذه المشاريع والبرامج فإنها تحتاج إلى تمويل، وهنا يأتي دور الحكومة في دعمها نظرًا لحاجة أهالي غزة الشديدة لمثل هذه البرامج، بحسب الشاعر الذي يؤكد أن فئة الأطفال ستنال القسط الأوفر من المشاريع النفسية.

ويشدد على أن حالة الإعياء النفسي إذا تركت دون تقديم صور المساعدة والإرشاد والدعم والعلاج لها يمكنها أن تتفاقم وربما تتحول من مرض نفسي خفيف إلى مرض عقلي كبير وبالتالي يتطلب الأمر عزل الشخص في مستشفيات الأمراض العقلية وعلاجه بالعقاقير والصدمات الكهربائية وهو علاج يستغرق وقتًا طويلاً.

ولذلك ينوه المختص النفسي إلى أنه على المؤسسات المعنية والحكومة أن تبادر فورًا في تقديم المساعدة النفسية حتى لا تتطور الأمور إلى هذا الحد.

ويخلص إلى أنه "يجب عدم ترك من يعاني اضطرابات نفسية ناتجة عن حالة الرعب والقلق والتوتر وتوفير بيئة أمنة لأهل غزة ومن ثم إعادة الحياة لطبيعتها من مأكل ومشرب ومسكن ومدارس وغيرها من أوجه الحياة التي يحياها أي إنسان عادي". 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يؤكدون حاجة سكان غزة لبرامج دعم نفسي خبراء يؤكدون حاجة سكان غزة لبرامج دعم نفسي



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab