المنامة ـ بنا
أكد الدكتور وئام حسين استشاري الغدد الصماء والسكري أن الأمراض المصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب، والنمط الثاني من السكري، وصعوبات التنفس أثناء النوم، وغيرها تؤدي إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول ووقوع مشاكل صحيةٍ متزايدةٍ، وأشار إلى أن الأمراض المصاحبة للسمنة تأتي في المرتبة الثانية كمسبب رئيسي للسرطان بعد التدخين، فيما لفت إلى أن البحرين كانت من بين الدول الأعلى الارتفاعات في مستويات السمنة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأوضح الدكتور وئام ان السمنة تؤدي الى الكثير من العجز وقصر في معدل حياة، وقال في تصريح لوكالة أنباء البحرين: للأسف نرى مضاعفاتها عند صغار السن ونجد كثير من الأطفال يعانون من البدانة ان لم يكن سمنه، وهذا كله يؤدي الى امراض كثيرة، بينما من ينجح في التخلص من الوزن الزائد يؤدي إلى تحسين الشعور الجسدي والنفسي وعيش حياة أطول والتمتع بصحة جيدة.
وأشار استشاري الغدد الصماء والسكري إلى أن تخفيض الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل ضغط الدم المرتفع، فعال بشكل كبير حيث يتمكن المرضى من التوقف عن تناول الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم عند فقدان الوزن، شرط المحافظة عليه، وهو ما ينطبق على نسبة السكر بالدم لدى مرضى السكري، وقد يؤدي استمرار السمنة لدى مرضى السكري إلى مضاعفات صحية خطرة يمكن أن تشمل قصور الكليتين، وفقدان البصر وبتر القدم أو الرجل.
وشدد الدكتور وئام على خطورة البدانة على الصحة وقال أنها مؤكدة وموثقة علميا لافتا إلى أن المحافظة على الوزن المثالي تؤدي الى تحسن نوعية الحباة مع انخفاض حاد في فرص حدوث أمراض مزمنة مثل السكري والضغط والكولسترول وهي امراض تعد السبب الرئيسي في حدوث الجلطات وامراض القلب.
وأكد الدكتور حسين أن دراسة عالمية حديثة حول العبء العالمي لمرض السمنة أظهرت انه في زيادة مذهلة، ونشرت هذه الدراسة في مجلة لانسيت البريطانية، وهي الدراسة الأكثر شمولا حتى الآن لمعدلات البدانة في جميع أنحاء العالم، وتفيد بأن معدلات السمنة وزيادة الوزن تصل عند البالغين الى 28?، اما عند الأطفال فنسبة الزيادة تصل الى 47? ، وذلك خلال السنوات الثلاثة والثلاثون الماضية، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في العالم من 857 مليون شخص في عام 1980م إلى 2.1 مليار شخص في عام 2013م ، واوضحت الدراسة إن معدلات الزيادة تختلف على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
كما أوضحت الدراسة أن أكثر من نصف الزيادة في العالم وتقدر بنحو 671 مليون شخص يعانون من السمنة المفرطة يعيشون في عشرة بلدان فقط وهم الولايات المتحدة (أكثر من 13?)، والصين والهند ( 15?) ، روسيا ، البرازيل ، المكسيك ومصر وألمانيا وباكستان و اندونيسيا، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت أعلى الارتفاعات في مستويات السمنة بين النساء في مصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان و هندوراس والبحرين، وبين الرجال في نيوزيلندا والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، ولاحظ الباحثين ان بعض اعلى الزيادات كانت في البلدان ذات الدخل المرتفع.
ويحذر القائمين بالدراسة من أن النتائج مثيرة للقلق وان الارتفاع الكبير في معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم يدق ناقوس خطر وأن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات مشتركة لعكس هذا الاتجاه المتصاعد.
وأرجع استشاري الغدد الصماء والسكري أسباب السمنة إلى النمط الغذائي المليء بالسعرات الحرارية والافراط في تناول الطعام، واتباع عادات غذائية خاطئة، بالإضافة إلى قلة النشاط والحركة، كما لفت إلى تأثير العوامل الوراثية وأمراض الغدد الصماء على مستويات السمنة، وكذلك الأدوية التي تسبب ارتفاع الوزن بنسب معينة.
أرسل تعليقك