برلين ـ العرب اليوم
يتسبب الإقلاع عن التدخين في الزيادة في الوزن. وتتنوع التكهنات حول أسباب هذا الانعكاس السلبي. دراسة جديدة تشكف السبب الرئيسي لهذه المعضلة. والغريب أن ذلك لا يرجع، كما يعتقد الكثيرين، إلى الإفراط في تناول الطعام والشراب.
يسود إجماع في الأوساط الطبية وحتى عند عامة الناس على أن التدخين هو عادة سيئة وغير صحية. وهو ما يدفع العديد من المدمنين على التدخين إلى البحث عن سبل للإقلاع عنه. ولكن ذلك ليس بالمهمة السهلة. ويعتبر الخوف من الزيادة في الوزن بعد الإقلاع عن التدخين من بين أهم الأسباب والمبررات التي تدفع الكثيرين للاستمرار في هذه العادة السيئة. وتتحدث بعض الدراسات على أن نحو 80 في المائة من المقلعين عن التدخين يزيد وزنهم بنسبة تقدر بحوالي 7 كيلوغرامات. وهي نسبة كبيرة تجعل الكثيرين منهم يشعرون بالإحباط، ما يدفعهم في بعض الأحيان إلى الإفراط في أكل الحلويات والشوكولاته والبوظة. ولكن الغريب في الأمر هو أنه حتى المدخنين السابقين، الذين يأخذون نفس النسبة أو حتى نسبة أقل من السعرات الحرارية، يزيد وزنهم أيضا.
هذا ما اكتشفه باحثون سويسريون في دراسة جديدة، يؤكدون فيها بأن السعرات الحرارية، ليست هي المسؤولة المباشرة عن الزيادة في الوزن بعد الإقلاع عن التدخين. فالسبب الرئيس في ذلك يرجع حسب رأيهم إلى تغيرات في الفلورا المعوية (النباتات الجرثومية المعوية). وشارك في هذا الدراسة مجموعة من غير المدخنين والمدخنين بالإضافة إلى الأشخاص الذين توقفوا للتو عن التدخين. وقام الباحثون في مستشفى جامعة زيوريخ بأخذ عينات للفحص لمدة تسعة أسابيع . وأثبتت نتائج الفحوصات على أنه في الوقت الذي لم يتغير شيء عند المدخنين وغيرالمدخنين، حدثت تغييرات دراماتيكية في أمعاء المقلعين عن التدخين، حيث هيمنت عندهم فجأة سلالات من البكتيريا المماثلة للبكتيريا المتواجدة عند الأشخاص ذوي السمنة المفرطة.
وتسمى هذه السلالات من البكتيريا السيئة في اللغة العلمية ب" Proteobacteria وBacteroidetes." وهي تتسبب في زيادة وزن المقلعين عن التدخين رغم تناولهم لكميات أقل من الطعام والشراب، كما يشرح مدير الدراسة،غيرهارد روغلر في مقابلته مع DW: "هذه البكتيريا الجديدة في الفلورا المعوية، استطعنا إثبات وجودها لستة أشهر. ولكننا لا نعرف إذا ما كانت ستبقى على هذه الحالة وإلى متى؟ وهل ستختفي من جديد؟".
هناك بكتيريا معينة في الفلورا المعوية للأشخاص البدناء تكون قادرة على الاستفادة من الطاقة من الغذاء وتحويلها إلى خلايا دهنية. وهو ما يساهم للأسف في زيادة الدهون على مستوى الورك والبطن. واكتشف باحثون أمريكيون في مركز سيناي الطبي في لوس أنجليس أن تكوين الجراثيم المعوية قد يؤثر بشكل أساسي على زيادة الوزن.
انتشار بعض أنواع البكتيريا المضرة في أمعاء الأشخاص البدناء دفع مجموعة من الباحثين إلى دراسة إمكانية القضاء على هذه البكتيريا داخل الفلورا المعوية، وذلك في إطار دارسة جارية لم تظهر بعد نتائجها.
أرسل تعليقك