الفلوجة - وكالات
وجهت طبيبة الأطفال العراقية الدكتورة سميرة العاني نداءً إلى منظمة الصحة العالمية لنشر بيانات إحصائية تقول الطبية إن المنظمة جمعتها بخصوص التشوهات الخلقية للمواليد الناجمة عن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق.
وذكرت الدكتورة سميرة أن نتائج الإحصاء الذي أجرته منظمة الصحة لم تنشر حتى الآن لأسباب غير معلومة.
وقالت: «قبل نحو أكثر من سنة أو أكثر من سنة ونصف سمعنا بموضوع مسح تحاول منظمة الصحة العالمية القيام به لإحصاء عدد الأطفال المشوهين وعدد الولادات المشوهة في مناطق عدة في العراق شملت نحو ست أو سبع محافظات من شمال العراق إلى جنوبه. طبعاً من ضمن هذه المناطق التي شملها المسح منطقة الفلوجة».
وأضافت الطبيبة التي تقيم وتعمل في الفلوجة: "لأسباب نجهلها، لم تظهر نتائج الدراسة حتى الآن ولم نسمه بأنها نشرت. نحن كمدينة أحصينا عددا لا يستهان به من التشوهات وسبق وأن أجرينا دراسة في 2010 بينت أن نحو 144 طفلا مشوها يولدون من بين كل 1000 ولادة حديثة. وهذا العدد تقريبي لأنه من المستحيل إحصاء كل الأعداد لأسباب كثيرة».
ويقول مسؤولون عراقيون إن معدلات الإصابة بالسرطان والأجنة المشوهة زادت في شكل حاد. ويشتبه كثيرون في أن تلك المشاكل الخطيرة ناجمة عن أنواع الذخائر التي استخدمت في العراق خلال سنوات الحرب. لكن ما من أدلة تثبت عن طريق التجارب صحة هذه الشكوك.
وذكرت الدكتورة سميرة العاني أنها سجلت عدداً غير طبيعي من المواليد المصابين بعيوب خلقية في القلب والجهاز العصبي المركزي والحبل الشوكي والمخ علاوة على حالات الشفة الأرنبية وسقف الخلق المشقوق.
وتولت الطبيبة الإشراف على مسح أجراه مستشفى الفلوجة التعليمي العام تبين منه ارتفاع معدلات التشوه الخلقي للمواليد.
وقالت: «نقدم إحصائية شهرية ترسل إلى دائرة صحة الأنبار وإلى وزارة الصحة. الأعداد التي نسجلها لا تقل شهرياً عن معدل 35 حالة».
وكانت الفلوجة غربي العراق مسرحاً لإثنتين من أكثر المعارك ضراوة بين القوات الأميركية والمسلحين العراقيين بعد الغزو.
وتم توثيق استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد في حرب تحرير الكويت عام 1991 وفي الغزو الأميركي للعراق عام 2003. لكن المسؤولين العراقيين يقولون إن من الصعب إثبات الصلة بين المعدن المشع ومشاكل العراقيين الصحية.
وتعمل سميرة العاني طبيبة للأطفال في الفلوجة منذ عام 1997. وكتبت في ندائها إلى منظمة الصحة العالمية أنها سجلت حالات التشوه الخلقي للمواليد منذ عام 2006 بعدما لاحظت زيادة في عدد المواليد الذين يولدون بعيون خلقية.
وأقرت القوات الأميركية بأنها استخدمت في العراق مادة الفوسفور الأبيض التي تسبب حروقاً شديدة، لكن القانون لا يعتبرها سلاحاً كيماوياً.
وشددت الدكتورة سميرة على ضرورة الإسراع بنشر نتائج المسح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية.
وقالت: «من أولوياتنا أن تكون نتيجة هذا المسح معروفة حتى نكون على بينة. من حق الجميع أن يعرف الوضع الحقيقي. من حقنا ان نعرف سبب عدم نشر منظمة الصحة العالمية هذه الدراسة. ونتمنى أن تنشر في القريب العاجل».
واليورانيوم المستنفد معدن عالي الكثافة يستخدم في القذائف الخارقة للدروع. وتقول وزارة الدفاع البريطانية إن ما من دليل علمي أو طبي يعول عليه يثبت علاقة اليورانيوم المستنفد بالمشاكل الصحية.
أرسل تعليقك