برلين ـ د.ب.أ
جهاز جديد يزرع تحت الجلد ويرسل إشارات للمخ لتحفيز العصب القذالي يعمل على تخفيف الشعور بالألم. هذا الجهاز هو إحدى وسائل العلاج الجديدة التي قد تساعد مرضى الصداع النصفي المزمن على التخلص منه بعدما فشلت الأدوية في ذلك.
كثيرا ما يسرق الصداع النصفي النوم من عيون المصابين به، ما يجعله كابوسا في حياتهم. فآلام الصداع النصفي تجعل الإنسان عاجزا عن القيام بأي شيء، وتصبح أمنيته الوحيدة هو إيجاد دواء مناسب يساعده على تسكين هذه الآلام التي لا تطاق، حسبما تصفها الشابة كاترين إيندمان التي تعاني من الصداع النصفي.
تختلف الأراء حول كيفية نشأة الصداع. إلا أن إحدى النظريات تقول إنه يحدث نتيجة إفراط في نشاط الخلايا العصبية، حيث يتمدد بقوة ليصل إلى السحايا. وهو ما يستقبله الدماغ على شكل ألم.
ويصاحب آلام الصداع شعور بالغثيان وعدم القدرة على التوازن، ما يدفع البعض للجوء إلى مسكنات خاصة كالتريبتان مثلا. إلا أن البروفسور أندرياس شتراوبه المتخصص في مرض الصداع يرى أن الإفراط في تعاطي هذه المسكنات يزيد من شدة الألم وأن تناولها باستمرار يؤدي إلى الإصابة بالإدمان. ما يدفع البعض للجوء إلى أساليب وقائية تمنع الصداع كحاصرات بيتا ومضادات الصرع أو أساليب وقائية بديلة كالوخز بالإبر أو ممارسة الرياضة كرياضة استرخاء العضلات واليوغا.
ولا يمكن لأسلوب العلاج الوقائي تخفيف آلام أولئك الذين يعانون من صداع نصفي مزمن، وهنا ينصح الطبيب شتراوبيه بعلاج الصداع النصفي عن طريق تحفيز العصب القذالي. إذ يزرع محفز عصبي في الخصر. وتوصل أقطاب عن طريق كابل بالعصب القذالي في مؤخرة الرأس. ويفترض العلماء أن تؤدي الإشارات التي يتم إرسالها إلى زعزعة الشعور بالألم في الدماغ. إذ يرسل المحفز العصبي تحت الجلد وباستمرار إشارات إلى الدماغ، ويمكن للمريض زيادة أو تقليل كثافة الإشارات.
ويشير البروفسور جان فيسبير أخصائي الجراحة العصبية في المشفى الجامعي في مدينة دوسلدورف إلى أن تأثير جهاز تحفيز الدماغ العصبي لا يمكن أن يظهر بين عشية وضحاها، إذ من الصعب العثور على الكثافة المناسبة من التحفيز لدى كل مريض، كما يجب أيضا على الدماغ التكيف مع الوضع الجديد.
أرسل تعليقك