لندن - العرب اليوم
تهدف رياضة لو جونغ من بلاد التبت إلى خلق توازن بين الروح والجسد، ما يساعد على التخلص من التوتر للشعور بالراحة. وتستوحي هذه الرياضة تمارينها من حركات بعض الحيوانات تؤثر على حركة المفاصل وعلى أداء بعض الأعضاء الحيوية.
"لو جونغ هي جزء من حياتي، فهي تجعلني أكثر هدوءا وسعادة وتفاؤلا وتزيدني طاقة وحيوية" هذا ما تشعر به يوليا بيكر بعد انتهائها من ممارسة لو جونغ. فيوليا (45 عاما) تعاني من إرهاق شديد في عملها، إذ تنظم الكثير من الحفلات الموسيقية والمهرجانات إلى جانب علمها في المجال الصحافي، ما دفعها لممارسة رياضة لو جونغ.
ويعود أصل رياضة لو جونغ "Lu Jong" إلى التبت، إذ مارسها الكهنة في البداية، ليطورها الرهبان بعد ذلك في المعابد البوذية. ثم قام الطبيب والمرشد البوذي لاما تولكو لوبسانغ بنشرها مؤخرا في أوروبا وأمريكا.
أما كلمة لو جونغ فتعني تدريب الجسم، إذ تهدف تمرينات هذه الرياضة إلى خلق التوازن بين الروح والجسد، ما يساعد المرء في التغلب على التوتر ويشعره بالراحة. وهذا ما تؤكده يوليا أيضا، إذ تمارس معظم التمارين الخاصة بهذه الرياضة وتكررها سبع مرات يوميا بناء على توصية من مدربتها.
ورغم أن خبرة يوليا في هذه الرياضة لازالت محدودة، إلا أن ممارستها لرياضة لو جونغ، تجعلها تشعر بمرونة أكثر في حركة جسمها حسبما تروي "أمارس هذه الرياضة يوميا وخاصة تمارين العناصر الخمسة والتي تستغرق 15 دقيقة".
لكل تمرين حكمة خاصة به
يعتمد الطب التبتي أساسا على تحقيق التوازن بين العناصر الخمسة وهي: الريح والنار والماء والتراب والفضاء. وأي خلل في التوازن يؤدي إلى نشوء الأمراض المرتبطة بعصارات الجسم الثلاث: الريح والصفراوية والبلغم. وهذه العصارات الثلاث هي المسئولة عن تعزيز المشاعر السلبية كالحقد والجشع والجهل، حسبما تشرح الخبيرة في رياضة لو جونغ، نيللي بورشيت أبيرلر، إذ تعمل نيللي كمدربة لهذه الرياضة و تعلم طلابها تمارين اللو جونغ والحكمة منها.
فداخل جسم الإنسان يوجد آلاف القنوات التي تساعد على تحديد وضعه الصحي، وانسداد إحدى هذه القنوات يعني الإصابة بالمرض، حسبما تشرح نيللي وتضيف "تؤثر تمارين لو جونغ على القنوات ومراكز الطاقة في الجسم وعلى فتح "شكرة" القلب والسرة أيضا، مما ينعكس ايجابياً على شعورنا بالراحة".
تتميز معظم تمرينات هذه الرياضة بأنها مستوحاة من حركات بعض الحيوانات كالثيران والصقور والخيول والإوز البري، ما دفع إلى إطلاق أسماء شعرية على التمرينات مثل "كيف يشرب الإوز البري الماء" أو"كيف يستلقي الحصان" وغيرها.
في رياضة لو جونغ تمارين خاصة لأولئك الذين يعانون من آلام في المفاصل
وتؤكد نيللي على أن هذه الرياضة تتضمن تمارين من شأنها التأثير جيدا على حركية الجسم والمفاصل. إضافة إلى وجود تمارين تحسن أداء الأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين والكبد والكلى والطحال.
تمارين خاصة بآلام المفاصل
أما أولئك الذين يعانون من آلام في المفاصل، فتنصحهم نيللي بممارسة تمرين "كما يهاجم النسر"، إذ يؤثر هذا التمرين على حركية الجسم والمفاصل. وعن ذلك تقول نيللي "هو تمرين جيد جدا لمفاصل الكتف والمرفقين والمعصمين ومفاصل الأصابع ولمن يعاني من التهاب المفاصل والفُصال العظمي والروماتيزم".
وتشير نيللي إلى وجود تشابه كبير بين رياضة اليوغا ولو جونغ، ففي كليهما يتوجب استنشاق الهواء بعمق ثلاث مرات عن طريق الأنف وإخراجه من الفم. وتشرح نيللي الفارق الأساسي بين اليوغا ولو جونغ بقولها "في رياضة لو جونغ يكون كل شكل مرتبطا بحركة، بينما في اليوغا توجد حركات وأشكال معينة ثابتة، ما يعني أن التمدد في اليوغا يكون أطول وأكثر".
أرسل تعليقك