صنعاء ـ شينخوا
في اليمن المضطرب والمتعدد المشاكل السياسية والاقتصادية والإنسانية، أثار الإعلان عن أول حالة وفاة بفيروس "كورونا" القاتل المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مخاوف من انتشاره في هذا البلد الفقير.
ويزيد من هذه المخاوف وضع اليمن غير المطمئن وتصنيفه في مراكز مخيفة في عدد من الأمراض السارية (المعدية) مثل الحصبة - السل الرئوي - الكوليرا - التهابات الكبد الفيروسية، ما يعكس حالة خطر قد تحدق باليمن واليمنيين.
وأعلنت وزارة الصحة اليمنية الأحد عن تسجيل أول حالة وفاة في البلاد بفيروس كورونا في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء.
وقال مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة عبدالحكيم الكحلاني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إنه " تم تسجيل أول حالة وفاة بفيروس (كورونا) يوم الجمعة الماضي في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء"، موضحا أن الضحية شاب يمني يعمل مهندس طيران.
وتابع الكحلاني حينها أن الوزارة سجلت حالتي اشتباه إصابة بالفيروس " وبعد إجراء الفحوصات المخبرية تم التأكد من سلامتهما".
واليوم قال مصدر مسؤول في وزارة الصحة، فضل عدم ذكر هويته، ل(شينخوا) إنه " تم اكتشاف نحو عشر حالات اشتباه بفيروس كورونا في صنعاء وسيئون ومدن أخرى " لم يحددها.
وأضاف المصدر " أنه أخذ عينات من الحالات المشتبه بها وإدخالها المختبر المركزي للوزارة صباح (الثلاثاء) في انتظار النتائج خلال الساعات القادمة "، مؤكدا " أن العمل متواصل بشكل كبير في مواجهة انتشار فيروس كورونا ".
وعقدت وزارة الصحة اليمنية أمس الاثنين اجتماعا موسعا بصنعاء لمواجهة تداعيات الفيروس.
وذكر مصدر مطلع في وزارة الصحة في تصريح ل(شينخوا) أن الاجتماع وقف أمام عدد من الإجراءات لمواجهة ومحاصرة الفيروس، وكذلك ناقش القيام بحملة توعوية في أوساط المواطنيين للتعريف بالفيروس وأخطاره والوقاية منه.
كما تم وضع آلية فعالة للنزول الميداني لفريق الترصد الوبائي إلى المدن، وتفعيل غرفة العمليات المركزية بوزارة الصحة بشكل أفضل والتنسيق الجدي مع كافة المستشفيات للإبلاغ عن حالات الاشتباه.
ولفت المصدر أيضا إلى عدة إجراءات اتخذت في الاجتماع تتمثل في تفعيل الشراكة والتنسيق المباشر مع منظمة الصحة العالمية والشركاء المحليين.
بدوره، أعلن مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة علي جحاف اليوم أن الوزارة أعدت خطة عاجلة لمواجهة هذا المرض والحد من انتشاره عن طريق إعداد مواد توعوية توضح نوع المرض وكيفية انتشاره والوقاية منه.
وأوضح أن " أغلب حالات الإصابة بهذا المرض تكون لمرضى الالتهاب الرئوي أو الفشل الكلوي أو من يعانون من نقص المناعة كونه يعتمد في شفائه على المناعة الذاتية لجسم المريض "، مضيفا " أن أغلب المصابين بالمرض هم من البالغين ".
وناقشت وزارة الصحة أيضا هذا المرض مع وزارة الزراعة لأخذ الاحترازات اللازمة حيث تشير الدارسات إلى أن مصدر المرض هو الجمل.
ورغم إجراءات وزارة الصحة اليمنية، إلا أن مسؤولا في الوزارة قلل من إمكانية قيامها بأي أعمال احترازية فعالة يمكن أن تحد وتنجح في مواجهة ومحاصرة فيروس كورونا.
وقال المسؤول " إن الوضع الراهن يشهد حالة من الركود الشديد في تقديم الخدمات الطبية، وهذا سينعكس على مواجهة خطر كورونا ".
وأشار إلى أن معظم المواقع الصحية تفتقر بشكل كبير إلى المستلزمات الطبية، وهو ما يجعل الوضع محفوف بالمخاوف والأخطار من انتشار الفيروس.
لكن مصدرا في منظمة الصحة العالمية بصنعاء قال ل(شينخوا) إن المنظمة ستتكفل بتوفير العلاجات اللازمة للحالات المصابة بالتنسيق مع وزارة الصحة اليمنية.
ويتخوف المواطنون في اليمن الذي يجاور السعودية التي تسجل أعلى نسبة من حالات الوفاة بفيروس كورونا من انتشاره في بلادهم.
وسجلت السعودية 68 حالة وفاة بفيروس كورونا منذ ظهوره قبل نحو عامين، حسب ما أعلنت وزارة الصحة السعودية مؤخرا.
وتصنف منظمة الصحة العالمية "كورونا" بأنه فيروس غامض ينحصر تأثيره على الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى الفشل الكلوي، وتتمثل أعراضه في السعال وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس واحتقان في الحلق وصداع.
وذكرت في تقرير حديث أصدرته في أبريل الجاري أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا عالميا بلغ 211 حالة مؤكدة مختبريا، بما في ذلك 88 حالة وفاة منذ سبتمبر 2012.
ويقول اليمني محمد العصري وهو خريج جامعي، ل(شينخوا) " إنه يشعر بالخوف والقلق جراء الإعلان الرسمي عن دخول فيروس كورونا إلى البلاد في وقت لا توجد فيه رعاية صحية أو وقائية يمكن أن تحد من انتشار الفيروس".
وتابع " هذا فيروس فتاك وعجزت في الحد منه دول وضعها الصحي والمادي أفضل منا بكثير كالسعودية "، وتساءل " كيف يمكن أن يواجهه اليمن، أنه وضع مقلق للغاية ".
وأضاف " الحكومة لا تعمل بشكل فعال في الجانب الصحي (..) وأملنا أن يساندنا المجتمع الدولي في مواجهة هذا الخطر المحدق ".
أرسل تعليقك