انتشرت المخاوف في أنحاء العالم من خطر فيروس إيبولا القاتل، وانتقاله منطقة الشرق الأوسط، لاسيما عقب إعلان وزارة الصحة السعودية عن وفاة مواطن سعودي في جدة الأربعاء، يشتبه في إصابته بالفيروس.
وذكر شقيق المتوفى السعودي إن "الأسرة لن تشارك في غسله ودفنه".
وفي العاصمة الليبيرية منروفيا اضطر أهالي المتوفين إلى إلقاء جثثهم في الطرقات العامة خشية العدوى.
وحذر استشاري سعودي بارز، الأربعاء، من أن إيبولا يبقى ناشطاً حتى بعد وفاة المصاب.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتوفين بالفيروس المرعب ارتفع إلى 932، معظمهم في غينيا 363، وليبيريا 282، وسيراليون 286 ، ونيجيريا 1، فيما ارتفع عدد الحالات المشتبه بإصابتها إلى 1711 شخصاً.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية وفاة المريض المشتبه بإصابته صباح الأربعاء، إثر توقف في القلب، رغم محاولات الفريق الطبي إنعاشه.
وذكرت أن حال المواطن الصحية كانت حرجة منذ إدخاله قسم العزل بالعناية المركزة في وقت متأخر الاثنين الماضي.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن المستشفى يتخذ الاستعدادات لدفن المريض وفقاً للشريعة الإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار المعايير العالمية في التعامل مع الحالات الوبائية.
وأوضح بيان الصحة أن "الوزارة بدأت من خلال فريق الصحة العامة، ومنذ الإبلاغ عن الحالة بتتبع خط سير الحالة منذ سفره وقدومه إلى السعودية، لحصر الأطراف كافة، الذين كانوا على اتصال مباشر بالحالة، منذ ظهور أعراض العدوى عليه، لوضعهم تحت الملاحظة الطبية".
ولفتت الوزارة إلى أن "نوع الفيروس ما زال محل استقصاء، بعد أن أثبتت الفحوص التي أجريت على عينات المريض في مختبر متخصص، عدم إصابته بحمى الضنك، ومجموعة أخرى من فصيلة فيروسات الحمى النزفية".
وأكد شقيق المتوفى السعودي عبد العزيز الزهراني أن "وزارة الصحة أبلغت الأسرة بأن إجراءات الدفن ستتم من طرف فريق متخصص من جانب الوزارة والبلدية، ولن تتمكن الأسرة من حضور الغسل، لوجود إجراءات وضوابط مشددة لغسل المتوفى لمنع انتقال العدوى".
وأضاف أن "طلب وزارة الصحة شدد على عدم إمكان حضور ذوي المتوفى إلى المقبرة واستكمال مراسم الدفن، إلا بعد الانتهاء من إجراءات غسل المتوفى ودفنه، الخميس، وسيتم فتح باب العزاء واستقبال المعزين بعد الدفن مباشرة، إضافة إلى وجود فريق طبي أرسلته وزارة الصحة لأخذ عينات من الأسرة والمخالطين له".
وكشف استشاري الباطنة والأمراض المعدية رئيس الشؤون الأكاديمية والتدريب في مستشفى "سليمان فقيه" في جدة الدكتور نزار باهبري، أن "فيروس إيبولا يعتبر من الفيروسات النشطة حتى بعد الوفاة، إذ إن هناك بعض الدراسات التي أكدت أن هذا الفيروس يمكن أن يبقى نشطاً حتى 20 يوماً بعد وفاة المصاب"، لافتاً إلى "وجود دراسة أكدت العثور على الفيروس نشطاً في السائل المنوي الخاص بمتوفين".
وأثار اجتياح إيبولا القاتل دولاً عدة في غرب أفريقيا، حالة من الذعر استدعت استنفار جيوش في المنطقة لمحاولة الحد من انتشاره، فيما علقت شركات طيران عالمية رحلاتها إلى مناطق موبوءة، ونصحت دول غربية رعاياها بتجنب السفر إلى تلك المناطق.
وبدأت لجنة الطوارئ للقواعد الصحية العالمية في منظمة الصحة العالمية اجتماعات في جنيف لاتخاذ قرار عما إذا كان انتشار الإصابات يستدعي تصنيفه بالوباء، وإعلان حال طوارئ صحية عالمية.
في غضون ذلك، أحيت تقارير في أميركا الآمال بالتوصل إلى علاج لفيروس إيبولا، من خلال مصل تجريبي جرى تحضيره على يد خبراء في مراكز رصد الأمراض، وأعطي إلى أميركيين أصابهم الفيروس في ليبيريا.
وأظهرت مجموعة أشرطة فيديو وُضِعَت في موقع "سي إن إن"، تحسّناً ملحوظاً لدى المريضين، وهما الطبيب الأميركي كنت برانتلي ومساعدته نانسي ريتبول، بعد تلقيهما المصل في أحد مستشفيات أتلانتا.
ويحمل المصل اسم زد مابّ، وصنعته شركة "مابّ بيوفارماسوتيكال" للأدوية في مقرها في سان دييغو.
أرسل تعليقك