القاهرة ـ أ.ش.أ
يحتاج مرضى القلب إلى نظام خاص في العناية الصحية خلال شهر رمضان، خاصة أن الإصابة بالقلب تعتبر من الأمراض المزمنة التي تجعل البعض يتساءل حول ما إذا كان مريض القلب مسموحا له بالصيام، حيث أكدت الدراسات الطبية أن 90 % من مرضى القلب يستطيعون الصيام إن التزموا بالنصائح الطبية في شهر رمضان ومناقشة تلك النصائح مع طبيبهم قبل وأثناء الصيام.
يقول دكتور محمود إبراهيم استشاري القلب والأوعية الدموية: عادة ما يحدد للمريض الصيام من عدمه حسب حالته، فمرضى الاعتلال في عضلة القلب ومرضى الهبوط في القلب طالما أن حالتهم المرضية مستقرة، يمكنهم الصوم مع مراعاة أخذ الأدوية في فترة الإفطار أما بالنسبة لأمراض الصمامات القلبية فيمكن للمريض الصيام مع استعمال الأدوية خاصة فترة الإفطار.
أما أمراض الشرايين التاجية ومرضى الذبحة الصدرية المستقرة يمكنهم الصيام مع الالتزام بأخذ الأدوية بعد الإفطار وكذلك مراعاة تقليل الدهون ففي الطعام والحرص على عدم امتلاء المعدة مرة واحدة حيث إن ذلك يستدعي آلاما في الصدر وفي حالة الذبحة الصدرية غير المستقرة فإن هناك صعوبة في الصيام مع الحاجة الماسة للأدوية طوال اليوم.
ويشير إلى أنه بالنسبة للمرأة الحامل فلأن الحمل عبء على القلب وكذلك مرض القلب فإن الحامل يجب عليها أن تفطر حرصا عليها وعلى سلامة الجنين.
أما في حال وجود أي خلل في الإيقاع القلبي يمكن الصيام مع تناول الأدوية في فترة ما بعد الإفطار أما إذا حدث خلل حاد فإن هناك رخصة للإفطار في حالة حدوث أي تعب أو تأثير بالصيام وعموما المرضى ذوي الحاجة للأدوية على فترات متقاربة لاستقرار حالتهم فإن رخصة الإفطار تكون من حقهم لضمان استقرار حالتهم.
ويوضح أن رخصة الإفطار ممنوحة أيضاً لمرضى القلب الذين يعانون من جلطات والصيام قد يعرضهم لزياد تركيز الدم ويجعلهم أكثر عرضة لحدوث الجلطات كما يصرح بالإفطار لمرضى القلب الذين يتناولون كميات كبيرة من الأدوية المدرة للبول وهؤلاء يحتاجون لتناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما تم فقده كما أن مريض القلب الذي يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة خاصة مريض الحمى الروماتيزمية ومريض القلب الذي يتعاطى أدوية موسعة للشرايين على فترات كل 3 أو 4 ساعات لا يمكنهم الصيام وأيضاً مريض القلب الذي يعاني من ضغط الدم المنخفض فالصيام يعرضه لانخفاض أكبر في الضغط.
ويشير إلى أن بعض مرضى القلب الذين يصومون فقد يشعرون بتحسن حالتهم أثناء الصيام ولكن أعراض المرض تظهر بعد الإفطار ويرجع ذلك إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة وبمجرد امتلاء المعدة فإنها تقوم بالضغط على الحجاب الحاجز وبالتالي على القلب ولذا عليهم أن يقسموا الوجبة الواحدة إلى عدة وجبات بين الإفطار والسحور وعدم النوم مباشرة بعد الأكل والبعد عن الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل صفار البيض والكبدة والمكسرات والدهون الحيوانية والمخللات.
ويقول: من الضروري أن يراجع المريض طبيبه قبل رمضان وأثناءه لملاءمة أوقات العلاج والتزود ببعض النصائح الضرورية، كما يتعين على مريض القلب الصائم أن يراقب تغذيته من خلال التقيد بنظام غذائي صحي ركيزته الأساسية التقليل من الكوليسترول وتجنب الأطعمة الدسمة والزائدة الملومة التي تؤدي إلى احتباس كمية كبيرة من السوائل الإضافية في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإلى سرعة تصلب الشرايين، لذلك فإن الإفراط في الأكل غير مسموح به لمريض القلب بعد الإفطار لتفادي الكثير من الأعراض غير المرغوب فيها، كذلك ينبغي اجتناب القلق والإجهاد والتمارين الرياضية الشاقة لكي يستمر وضعه الصحي مستقرا وعليه أيضا أن يقيس ضغط دمه عدة مرات في اليوم.
أرسل تعليقك