مستشفى الشفاء في غزة تخوض حرب من نوع آخر مع المرضى
آخر تحديث GMT15:29:15
 العرب اليوم -

مستشفى الشفاء في غزة تخوض حرب من نوع آخر مع المرضى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مستشفى الشفاء في غزة تخوض حرب من نوع آخر مع المرضى

مستشفى الشفاء في غزة
غزة ـ أ ف ب

لم يستطع احد الرجال في مستشفى الشفاء في قطاع غزة سوى وضع يديه على عيني ابنه ليجنبه رؤية جثة احمد بلبل فور وصولها الى غرفة الطوارئ برجل مقطوعة جراء اصابته بشظية قذيفة اسرائيلية.
سقط بلبل قتيلا جراء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ولم ينفع صراخ وبكاء شقيقه بالقرب منه الرافض لقبول هذا الواقع. وليس بمقدور المسعفين ان يفعلوا اكثر من وضع بلبل في كيس بلاستيكي وان يكتبوا اسمه وعنوان سكنه بلون احمر.
ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو، يمر عبر مستشفى الشفاء الطبي الكثير من القتلى والجرحى.
وقد اسفر الهجوم حتى الآن عن مقتل اكثر من 830 فلسطينيا واصابة حوالي 5300 على الاقل، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وقتل الجمعة مسعف فلسطيني في قصف اسرائيلي استهدف سيارة اسعاف شمال قطاع غزة.
وفي غرفة الطوارئ في المستشفى تصل وفود متلاحقة من الفلسطينيين ان كان عبر سيارات الاسعاف او السيارات المدنية.
اما خارج المستشفى فيحاول رجال الشرطة في زي ازرق اللون ان يبقوا اقرباء الضحايا وآخرين تجمعوا في المكان بعيدا.
وخلف ابواب المستشفى الزرقاء تنتظر غرفة الفرز الوافدين الجدد. ولكن في حالات عدة، شبيهة بحالة بلبل، ليس باستطاعة الاطباء والمسعفين ان يفعلوا شيئا سوى اصدار شهادات وفاة وربطها بالاكياس البلاستيكية قبل نقلها الى المشرحة.
تسارع الاحداث مرهق جدا، وبالنسبة للطبيب المتخرج حديثا محمد ابو حيبر فان كل شيء جديد ومروع. فالشاب (24 عاما) تخرج منذ شهرين فقط ويجري فترة تدريبه في مستشفى الشفاء في قطاع غزة الذي يشهد ثالث حروبه في اقل من ست سنوات.
ويقول ابو حيبر "سمعت عن الحربين السابقتين ولكني لم اكن هنا في المستشفى، هذه هي تجربتي الاولى وهي بصراحة سيئة جدا"، مضيفا "عاطفيا، الامر صعب جدا، الكثير من البكاء والاصابات والعائلات الثكلى".
تتوزع المآسي في كل طابق من المستشفى. ففي قسم الاطفال، تنتظر الطفلة شهد ان يجد الاطباء حلا للشظية التي دخلت راسها عبر اذنها اليسرى. وتبحث امها اماني عن اي شخص ليقول لها ما العمل، وهي تشرح "يقولون ان الشظية قرب الدماغ، واذا تحركت من الممكن ان تؤثر على سمعها وحركتها".
وتضيف اماني "ليسوا متأكدين مما عليهم فعله. انهم خائفون من تركها وخائفون من اخراجها".
وتروي اماني قصة فرار العائلة من حي الشجاعية اثناء تعرضه لقصف اسرائيلي عنيف للوصول بشهد الى المستشفى. وتقول "التصقنا بجدران المباني، كان هناك قصف في كل مكان، وشهد تنزف من اذنها وانفها".
وفي مكان آخر ترقد رحمة العطاوي (30 عاما) وتسهر عليها اختها منال التي تقول "انها هنا منذ ثلاثة ايام بعدما تعرضت للاصابة في حينا".
تبتعد منال عن سرير رحمة وتخفض صوتها وتقول "والدتنا وابنتها (ابنة منال) قتلتا ولكن نخاف من ان نبلغها"، مضيفة "قلنا لها ان والدتنا ما زالت تتعالج في الطابق السفلي، وحين تتصل هاتفيا بالمنزل، نقول لها ان ابنتها نائمة".
اما للطبيب عادل غوطي فقصة اخرى، فهو يحلم منذ تسع سنوات بان يرزق بطفل، وكل ما يخشاه اليوم هو ان تصاب زوجته الحامل في شهرها السابع بولد باي مكروه.
ويقول "اريد ان احميها ولا اعرف كيف. لا اعرف ان كنت ساجدها بخير حين اعود الى المنزل". ويعترف بابتسامة صغيرة انه تمنى ان تكون حامل بفتاة. وبالنسبة له "الفتاة تجلب نوعا من الحياة والحركة الى المنزل، ولديها علاقة خاصة مع والدها".
وكل ما يشغله الآن هو ان تولد زوجته بخير، فهو بدأ للمرة الاولى بالتفكير بالهجرة ربما الى كندا حيث يوجد اقرباء له.
وبحسب قوله "علينا ان نفعل ما في وسعنا من اجل بلادنا، ولكنك احيانا بحاجة لان تستريح". ويتابع "اعتقد ان الامر سيبقى على ما هو عليه الى الابد، ولا اريد ان اربي ابني وسط كل هذا".



 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفى الشفاء في غزة تخوض حرب من نوع آخر مع المرضى مستشفى الشفاء في غزة تخوض حرب من نوع آخر مع المرضى



GMT 14:00 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

آثار جانبية للإفراط بتناول الفيتامينات المتعددة

GMT 03:41 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة جديدة تكشف أن أكثر من 800 مليون مريض سكري حول العالم

GMT 22:46 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

GMT 20:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المكمل الغذائي " B5" يخفض الكوليسترول

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شكل الخلايا العصبية يُحدد مفعول مضادات الاكتئاب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab