الرياض – العرب اليوم
نادت ندوة علمية اجتماعية إلى أهمية الأبوة اليقظة والقلب المفتوح لحماية الأبناء من مخاطر الإدمان، في الوقت الذي أكد فيه المشاركون بالندوة على أهمية تصرف الأسرة بحكمة حال إدمان الابن بعيدًا كل الأمور التي قد تزيد المشكلة تعقيداً لاسيما أن الإدمان علاج وممكن الشفاء منه ومحاصرته.
وحظيت ندوة "في بيتنا مدمن.. ما الحل؟!" والتي أقيمت في ملتقى المدينة الشبابية والذي ينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب جدة تحت شعار "بأخلاقنا نسمو" بمشاركة الدكتور محمد الشاووش استشاري الصحة النفسية والإدمان نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي المشرف على مركز رعاية المتعافين بجمعية كفى، والأستاذ فارس الخضيري الأخصائي والمستشار في علاج الإدمان بجمعية كفى، والأستاذ عبدالله الزهراني المدير الفني في المركز للمعالجين.
وتناولت الندوة أسباب دخول الأبناء والشباب في دائرة الإدمان والمخدرات وأثر التعاطي على الشخص والأضرار الناتجة ودور الرعاية والتأهيل بجمعية كفى للمدمنين والتي تشمل برامج نفسية واجتماعية ودينية وترفيهية وتعليمية من الناحية العلمية في تأثير المخدر على جسم إضافة لبرامج الوقاية من الانتكاسة.
واستعرضت الندوة أهمية دور الأسرة باعتبارها الخلية الحية فى كيان المجتمع البشرى حيث أن كل فرد في الأسرة له دور فعال فى كيان الأسرة حيث يؤثر فيها ويتأثر بها، منوهة لأهمية الأبوة اليقظة والقلب المفتوح لحماية الأبناء وبناء مستقبلهم فاحساس الأبناء بالحب يحميهم من أي انفعال عاطفى طائش ربما يعرضهم للهلاك فالأبناء دوماً فى حاجة للإلتزام والانضباط ولا تتسيب الأمور. وأبرزت الندوة كيفية تعامل الأسرة مع المدمن الذي لا يريد العلاج من خلال تيقن الأسرة بأن الإدمان مرض وليس جريمة وأن الإدمان له علاج وممكن الشفاء منه ومحاصرته، مع أهمية قطع معاني الدعم المادي والمعنوي عن المدمن في حال لا يريد العلاج، وذلك يتمثل في اعطائه سيارة يتنقل بها، أو مبالغ كبيرة، أو تزويجه أو إعطائه وعود في حال لو توقف عن التعاطي حيث يعتبر هذا خطأ كبير ربما يجيرها في صالح استمراره في التعاطي، دعت الندوة الأسرة في حال تعذرها في قناع المريض بالعلاج الذهاب إلى الجهات المختصة لمساعتهم متمثلة في مكافحة المخدرات مؤكدةً بأنه لا يوجد ضرر على الأسرة ولا على المريض. واستعرضت الندوة اكتشاف الأسرة المبكر لتعاطي الابن حيث أشار المشاركون في الندوة إلى أن الاكتشاف المبكر يكون العلاج أسهل، حيث عددت الندوة المؤشرات التي تظهر على المدمن مثل زيادة الانفعالات العصبية والعدوانية والتوقف عن الأنشطة الرياضية والثقافية التي كان يزاولها وإهمال الهوايات المفضلة والميل إلى الانعزالية والانطوائية والانسحاب من الجو الأسري والكآبة وإهمال المظهر العام وعدم الاهتمام بالطعام واختلال نظام النوم واليقظة والكذب والخداع والمراوغة وزيادة الصرف المالي بطريقة غير مألوفة، حيث أكدت الندوة على أهمية استقبال هذا الأمر بهدوء بدون تهويل ولا انزعاج ولا شعور بالخوف والقلق حيث يتوجب على الأسرة التصرف بحكمة بعيدًا عن التقريع والتجريح والإهانات واللوم والتعدي على المدمن بالسب والضرب، لأن كل هذه الأمور تزيد المشكلة تعقيدًا.
أرسل تعليقك