نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار
آخر تحديث GMT18:51:18
 العرب اليوم -

نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار

الفنانة اللبنانية نجوى كرم
بيروت ـ العرب اليوم

كم يبدو جديد نجوى كرم، «حلوة الدنيي»، شبيهاً بروحها الرافضة للاستسلام! نظرة متفائلة إلى الحياة ومناجاة لا تهدأ للأمل. افتقدها محبوها عبر مواقع التواصل حين أذعنت للمسافات. أين «شمس الأغنية»؟ ماذا تُخبئ خلف الغياب؟ لا يعقل أن تعود بسلال فارغة. كانوا محقين وهي تطل بألوان الصيف الصاخبة، وتقول لمَن هم مُحبطون: «وبتبقى الدنيي حلوة لو شو ما كان... ضلك شوف من الكباية النص المليان».

يوقظ صوتها النفوس المُنهكة من قوقعتها ويدفعها للانطلاق نحو ما هو أوسع من الأحزان. من داخلها تعلم جيداً أن الأمور ليست على ما يرام، والإحباط جماعي يتفشى كالأمراض. مع ذلك تصر على بهجة من هنا وامتنان من هناك: «كل لحظة قول يا رب. يا رب كتر خيرك». أو تفعل ذلك رغماً عن أنف اليأس. لتقارعه بما تملك؛ بسلاحها، بدفاعاتها، وهي هنا الصوت العصي على الشوائب. تتيح له أن يصدح في الأعالي، فوق الجراح، فيُنسم على الأرواح المُتعبة، يمسح بعض همومها، ويحاول البلسمة وتهدئة القلق، وسحب بعض الزعل من الدواخل كما يُسحب بساط من تحت قدم. هذه الرسالة التي تُحدث «الشرق الأوسط» عنها. تسميها رسالة فنية أي ما يرتقي بالفن ويشكل نبله؛ وهي في حالة الانتصارات والأفراح، عليها ملء الكون بالإيجابية والطاقة الخلاقة، وفي حالة الانكسار والنكسة، تجترح الضوء للتفوق على الظلمة.

تتصدر أغنيتها الجديدة «حلوة الدنيي» (إنتاج «روتانا») الترتيب ضمن الأكثر استماعاً وتحميلاً في لبنان والدول العربية. لا بد من الإحساس بشمس الصيف وأنت تصغي. وهي من النوع اللذيذ دندنته بارتفاع الأصوات، والاستماع إليه بعالي الصوت أيضاً. الكلمات والألحان لجهاد حدشيتي، والتوزيع لروبير الأسعد. الفيديو كليب بكل الألوان ومعاني الإضاءة الساطعة، ورمزيتها هنا التمسك بالنور وخيار الانتماء للحياة. تطل فيه النجمة اللبنانية بأزياء زمنها الجميل؛ كانت ارتدتها في الماضي بكليباتها، واليوم تُحرك بإعادة ارتدائها الحنين إلى القديم، مع إصرار على اللحاق بالعصر. لا تترك قطاراً يفوتها. تحجز المقعد الأمامي في الطريق إلى جميع الناس.

كانت نجوى كرم السباقة في التجديد، وقد شكلت أغنية «ما في نوم بعد اليوم» (2011) بإيقاع «الدوم تاك دوم» خضة. نسألها عن قرارٍ بالتجديد يبدو لوهلة مخيفاً، أو بتعبير آخر جريئاً. ألا تخشى الأفكار الشجاعة، فيما المألوف عند الناس قد كسب عزه وحقق نجاحاته حتى صار مضموناً؟

تقدم جواباً مختصراً مفيداً: «لا أخاف من التجديد؛ على العكس، أخاف من التكرار. بدأتُ التجديد بين العامين 2000 و2001 ومنذ (عاشقة أسمراني)، (اتهموني بغرامه)، و(أوعا تكون زعلت)... اتخذتُ قرار التغيير بعد انطلاقتي بمرحلة قصيرة. التجديد يريحني. يُشعرني أنني أواكب الأجيال».

فلنعترف أن الغناء يشهد «ثورة» في مفهومه وغايته. هذا زمن «تيك توك» ومن الصعب التعتيم على جيل بأكمله يمضي الأوقات في صحبته. وزمن «السوشيال» والانتشار الجنوني. يشغل هذا الواقع مساحة في بال نجوى كرم. فكيف تقاربه، وماذا عن الربط بين فورة التجديد الغنائي وموجة تُتهم بالإساءة إلى الأغنية والتقليل من شأنها؟

ترفض رابطاً يعني بالضرورة أن أي تجديد هو فن هابط، فتجيب: «التغيير والتجديد لا يعنيان أن الأغنية دون المستوى. بل هما الخروج على النمط المألوف الذي يعتاد الناس سماعه من الفنان. بالنسبة إلي، لا أتنازل عن مستوى الكلمة واللحن وطريقة الأداء التي عليها أن تكون متجددة وفق نوعية الإيقاع».

بالعودة إلى معنى الفن وغايته، تراه نجوى كرم «رسالة، والرسالة تتجلى على حقيقتها في المحن أو الانتصارات أو الأحداث. على الفنان تسخير موهبته وصوته لهذه المهمة. عندها، إما أن نملأ الكون فرحاً وهيصات، وإما نولد من النكسة أملاً ونهضة مُشرفة».

مسيرة من العطاء وجميل الأغنيات في الذاكرة. اليوم، أتصعب خيارات نجوى كرم الفنية، أم هي متاحة بوفرة وما عليها سوى الانتقاء كورود الحديقة؟ ترد: «الخيارات ليست دائماً متوافرة، مما يجعل الانتظار صعباً حتى أجد أغنية تناسب الظروف والتجدد، مع المحافظة على ما أقدمه. ليس سهلاً على الإطلاق إصدار أغنية وطرحها في الأسواق».

لذا تفضلين الغياب؟ مكانكِ يناديكِ دائماً. «أغيب حين لا يكون لدي ما أقدمه. لا أحبذ في هذه الحالة الظهور على وسائل التواصل بغاية الوجود. أحياناً، يكون الغياب أشد سطوعاً من الحضور. فحين نغيب لهدف، ذلك يشبه تماماً أن نقدم شيئاً لهدف. أفضل الوَقْع القوي على الناس. لا يعنيني الوجود ولا أخشى الانقراض».

قبل الختام، كلمتان: واحدة للبنان الذي تحمله بصوتها أمانة، والثانية للسعودية المُعجبة بقيادتها المستقبل. تختصر وطنها بثلاث كلمات: «لبنان طائر الفينيق». وتعلم أن الجميع قد اعتادوا على هذه التسمية، «لكن علينا التركيز على جوهرها ومعانيها». والمملكة؟ «هي البلد الذي يسير بثقة مع التطور. أهنئ الشعب السعودي من القلب. فهو يدرك فن التكيف مع المستقبل بأسلوب مُبتكر. حكامها يقودون شعبهم وأرضهم نحو الأفضل».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نجوي كرم وناصيف زيتون يجتمعان فى حفل غنائي بموسم رأس السنة فى دبي

نجوى كرم تتحدث عن "إكسبو 2020" والظرف الراهن في لبنان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار نجوى كرم تعترف أن الغناء العربي يشهد ثورة وأكثر ما تخشاه التكرار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab