نادين لبكي إحدى أهم صانعات السينما في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم في العقد الماضي، بسبب تأثيرها الواضح على السينما، وأيضا دعمها الكبير للمرأة العربية والقصص الإنسانية التي تحضر بقوة في معظم الأعمال التي تقدمها على الشاشة الكبيرة، لذلك يعد اختيارها لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لـ مهرجان كان السينمائي 2024، لحظة استثنائية للمرأة العربية، ودليلا جديدا يكشف عن حجم النجاحات لصانعات السينما في العالم العربي في السنوات الأخيرة، والجرأة التي يتمتعن بها من ناحية سرد قصص أفلامهن، وكذلك التعبير عن معاناة المرأة وأهم القضايا التي تلامس واقعها.
خطاب مؤثر لـ نادين لبكي في ختام مهرجان كان 2024
توهجت نادين لبكي خلال لحظة ظهورها على مسرح حفل ختام مهرجان كان السينمائي 2024، خلال تقديمها جائزة لأحد الأفلام المشاركة في فعاليات المهرجان في دورته الـ77، حيث تحدثت المخرجة والممثلة اللبنانية عن معاناة المرأة والأطفال، والظلم الذي يقع عليهما في تلك الفترة، وموت الكثير من الأطفال والنساء بسبب القنابل والقصف الذي يتعرضان له، مؤكدة على أنه ليس من الطبيعي الصمت على هذا الأمر، وأن الفن مسؤول عن الحديث عن تلك المآسي.
رحلة نجاح لـ نادين لبكي بدأت من مهرجان كان السينمائي
نادين لبكي قدمت خلال مسيرتها عدد كبير من الأعمال الفنية المؤثرة، وكانت الخطوات الأبرز مع مهرجان كان السينمائي في عام 2004، بعدما حصلت على دعم لتطوير فيلم "Caramel"، أول فيلم طويل تقوم بإخراجه، حيث يعد العمل بمثابة شهادة ميلاد لموهبة ممثلة ومخرجة ناجحة، ومؤثرة في عالم صناعة الأفلام ليس فقط على مستوى المنطقة العربية، بل وكذلك عالميا، فنادين لبكي قدمت تجربته التي أكدت أنها منحتها الكثير من الثقة، وأيضا فرصة للقاء مع محترفي صناعة السينما الذين قدموا لها آرائهم وتجاربهم المثمرة، والتي ساعدتها في النهاية لتحويل حلم فيلم "Caramel" إلى واقع ملموس.
نادين لبكي تدعم فلسطين
أدانت نادين لبكي الصمت العالمي للأوضاع المأساوية التي يشهدها قطاع غزة خلال الفترة الحالية، مشددة على استحالة التزام الصمت في وجه معاناة الآلاف من الأطفال الذين يموتون والنساء اللواتي يخسرن حياتهن في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي بدأ منذ 7 أكتوبر الماضي.
أشارت إلى أن هناك الكثير من الأفلام التي تذكرنا بواقعنا الحقيقي الصعب، والتي تؤكد على العالم مقسماً إلى مجموعات، ويوجد ظلم لا يُطاق، موضحة أنه مهما كان الشخص وانتماؤه فليس من الطبيعي أن يظل بدون رد فعل أمام موت الأطفال تحت القنابل أثناء نومهم، ولا أن تفقد نساء أعينهن وأيديهن وأذرعهم وأرجلهن وحياتهن من أجل حريات أساسية.
عضوية فعالة لـ نادين لبكي في المسابقة الرسمية بكان 2024
بعد أن أصبحت المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي أول مخرجة وامرأة عربية تشارك في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي عام 2001، جاءت من بعدها مشاركة المخرجة المغربية مريم التوازني لتشارك في عضوية نفس اللجنة العام الماضي، ليستمر هذا التوهج النسائي العربي، بحضور نادين لبكي ومشاركتها في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.
نادين لبكي انضمت من خلال تلك العضوية لرئيسة اللجنة المخرجة جريتا جيروج، وكل من الممثلة الأمريكية ليلي جلادستون، وكاتبة السيناريو إبرو جيلان، والمخرجة وكاتبة السيناريو الإسبانية ج.أ. بايونا، والفرنسية إيفا جرين، والممثل الإيطالي بيير فرانسيسكو فافينو، والمخرج الياباني هيروكازو كوريدا، والممثل والمنتج الفرنسي عمر سي، وهو الحدث الذي يعد تأكيدا على المسيرة اللامعة للمخرجات العرب، وأيضا على المسيرة الملفتة للمخرجة نادين لبكي، التي جاءت عضويتها للجنة تحكيم المسابقة في 2024، بعد رحلة طويلة من المشاركات بمجموعة من الأفلام المؤثرة والناجحة على مستوى النقدي والجماهيري، التي شاركت بها في مسابقات مهرجان كان المختلفة على مدار العقدين الماضيين.
مهرجان كان محطة نادين لبكي المستمرة
نادين لبكي تعد أكثر المخرجات العرب ارتباطا بمهرجان كان، فهي المخرجة والممثلة التي شاركت خلال العقدين الماضيين بمجموعة كبيرة من اللحظات المهمة على مدار دورات المهرجان، بداية من مشاركات أفلامها في العديد من المسابقات، أو عضويتها لأكثر من لجنة، فنادين لبكي ترأست لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما عام 2019، كما أنها فازت كذلك بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 2018 عن فيلم "كفر ناحوم"، الذي يعد من أنجح الأعمال التي قدمتها على المستوى السينمائي، حيث ترشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم، كما شاركت أيضا بفيلم "Caramel"، في مسابقة أسبوع النقاد في المهرجان.
دفاع نادين لبكي عن القضايا الإنسانية
أعمال نادين لبكي السينمائية، طوال العقدين الماضيين، دافعت من خلالها بقوة عن القضايا التي تمس المرأة والطفل العربي بشكل عام، وهو الأمر الذي أشارت إليه في لقاء جمعها مع الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي قبل أيام من انطلاق الدورة الأخيرة، حييث حرصت على أن توضح أنها دائما تعمل على تقديم فيلم يمس الإنسان، ويتعمق في سلوكه، وهو ما يجعل أفلامها دائما تصنف أنها أعمال ذات بعد إنساني، فقالت نادين لبكي تعليقا على هذا: "حتى بدون قصد، فإن أساس عملي دائمًا هو الطبيعة البشرية، التي تتعمق في السلوك الإنساني، وهكذا تصبح سينما إنسانية، وأحاول العمل مع الممثلين وتطوير قصصي بطريقة تجعل مني وسيلة تحمل نضالات أبطال تلك القصص".
أخبار تهمك أيضا
نادين لبكي تُناشد بحرقة قلب المغتربين اللبنانيين في واشنطن بالعودة لبلادهم
نادين لبكي تخطف الأضواء في مهرجان "كان"
أرسل تعليقك