عمان ـ بترا
يسرد الفيلم البلغاري "الدرس" للمخرجين كريستينا غروزيفا وبيتر فالشانوف، حكاية معلمة شابة تُدّرس اللغة الإنجليزية للمرحلة الإبتدائية في قرية صغيرة.
يبرز الفيلم الذي يعرض مساء غد في مؤسسة عبد الحميد شومان، اخلاص وتفاني المعلمة في عملها، وهي تؤمن أن التعليم وحده لا يكفي وإنما أيضا هناك التربية والاخلاق الرفيعة، وما أن تنهي المعلمة عملها في المدرسة حتى تباشر عملها الثاني في ترجمة الأوراق والوثائق وهو عمل تضطر إليه للحصول على نقود كي تسدد سندات رهن بيتها، وبسبب زوجها العاطل عن العمل تجد نفسها مهددة بأخلاء البيت اذا تأخرت عن الدفع في ظل علاقتها السيئة مع والدها الغني، وغياب الأصدقاء الذين من الممكن اللجوء لهم، لم يتبقَ أمامها من خيارات سريعة سوى اللجوء إلى الاستدانة مقابل فائدة كبيرة، الأمر الذي سيضعها على المحك واختبار قدرتها على الصمود.
فيلم "الدرس" ينتقل من حالة البطلة الخاصة ليلامس الحالة العامة لشريحة واسعة من سكان العالم في ظل حالات من الجشع والأوضاع الإقتصادية الصعبة، وهناك ايضا العزلة ، والانانية الى ان تاتي لحظة الاختيار القاسية للمرء عندما توضع حاجاته الأساسية في الميزان مع أخلاقه.
"الدرس" فيلم يعري الأساسيات المتعلقة بالضغوط الإقتصادية، واليأس المتعاظم جراء تحكم فئة قليلة بمصائر مجتمع باسره، فالفيلم في النتيجة هو الدرس القاسي الذي تتعلمه المعلمة شخصياً في تجربتها الحياتية والذي تضطر خلالها أن تذهب عكس ما تعتقد وعكس الصواب الذي تحاول أن تعلمه إلى طلابها.
رشحّ فيلم "الدرس" لأكثر من عشرين جائزة وحاز على ثلاث عشر منها، استحقها المخرجان اللذان قدما سينما إنسانية تلقائية وواقعية بإسلوبها السردي، لم يستخدما الموسيقى التصويرية، وكانت حركة الكاميرا في كثير من الأحيان تصاحب وتلاحق البطلة في رحلتها ومواجهتها بحركة مهتزة، علاوة على الأداء المميز لشخصياته.
أرسل تعليقك