فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

فيلم "غاتسبي العظيم" فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فيلم "غاتسبي العظيم" فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد

عمان ـ وكالات

لعل التفسير الذي يختزل عامل النجاح الرئيس لفيلم “غاتسبي العظيم” هو في عدم اتكّاله على أمجاد الرواية الخالدة التي كتبها سكوت فيتزجيرالد عن عقد العشرينيات في بلاد العم سام، بل على مقوماته الخاصة، حتى ليكاد المشاهد يجري ذلك الاختبار البسيط، الذي تأتي نتيجته محبطة في العادة حيال الأفلام الأدبية العربية، وهو: إن أنا أقصيت شهرة الرواية جانباً، وتعاملت مع الفيلم كما لو أن كاتبه شاب مغمور، هل كنت سأتمّ مشاهدته؟ الفيلم، الذي أخرجه الأسترالي باز لورمان، والذي لعب بطولته الممثل ليوناردو ديكابريو باقتدار بالغ دمج فيه الدراما بالكوميديا في مشاهد عدة، لا يتوقف عند حدود طرح حكاية حب جميلة، لا تقلّ عن تلك الشبيهة بها في بعض المناحي “الحب في زمن الكوليرا”، بل هو سلّط الضوء على عظمة فيتزجيرالد الذي ناقش في روايته انحدار المنظومة القيمية والاجتماعية لدى الأميركيين كلما مضوا فيما اصطلحوا عليه “الحلم الأميركي”، ودوامة رأس المال الطاحنة ونبذها كل من لا يرتقي لمصافها العليا، بل وتواطؤ الطبقة البرجوازية بأطرافها كافة على الفقير الطامح بولوجها. لم تكن الحكاية بلسان غاتسبي، بل على لسان الراوي، الذي كان الوحيد إلى جانبه حين توفّى فلم يجد من يشيّع جنازته، حتى أولئك الذين كانوا يرتادون حفلاته الصاخبة.. تلك الحفلات التي نجح المخرج أيما نجاح في نقل أجوائها للمُشاهد، بل إلى حد كان فيه الطابع الغنائي والراقص مهيمناً على الفيلم وواحداً من أبرز أعمدة نجاحه؛ إذ إلى جانب اعتماده على الإبهار البصري في الحفلات الباذخة، فإنه اعتمد كذلك الأمر على البُعد الفني العميق للمقطوعات المعزوفة والأغنيات التي كانت في خلفية المشهد طوال الفيلم تقريباً، والتي أثرت الفيلم وقدّمته وجبة فنية متكاملة، لا سيما وأن النواحي الفنية الأخرى كانت على قدر بالغ من الفخامة مثل مجوهرات بطلات العمل التي صمّمتها خصيصاً دار “تيفاني آند كو” العالمية يبرهن فيلم “غاتسبي العظيم” على عدم تعارض العمق الفكري لأي عمل كان مع التقنيات الحديثة؛ إذ إن التكنولوجيا العالية المستخدمة في تصويره وفي عرضه أيضا بالتقنية ثلاثية الأبعاد، لم تفقده أصالته ومراميه، بل إن الطرافة في الأمر تكمن في مخاطبة فيلم يعرّي الرأسمالية مثل “غاتسبي العظيم” جمهوراً سينمائياً مرفهاً في أنحاء العالم كله، وبذا فإن صوت الطبقة المسحوقة وتلك التي قاست الويلات لأجل الالتحاق بالطبقة البرجوازية قد وصل لمن هم معنيّون بخطاب فيتزجيرالد من الأساس. بَقيَ أن يُنوَّه بأن المخرج عرّج سريعاً على العنصرية ضد الزنوج في ذلك العقد، كما لم يتوقف طويلاً عند شخصية ولفشايم، صديق غاتسبي اليهودي الفاسد، الذي اتهِم فيتزجيرالد بمعاداته للسامية بسبب تصويره إياه بتلك الصورة، والذي استعان المخرج بالممثل الهندي آميتاب باتشان لأداء دوره، ربما لإسباغ طابع الغرابة على الشخصية في الفيلم كما في الرواية، لدى المتلقي الغربي!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab