تونس ـ كمال السليمي
اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش التونسي وعناصر مسلحة في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية، أسفرت عن إصابة 3 عسكريين، بينما نشر تنظيم "داعش" شريط فيديو يتضمن تهديدات بتنفيذ هجمات مسلحة في تونس.
واشتبكت وحدات من الجيش، منذ صباح الأربعاء الماضي، مع عناصر مسلحة متحصنة في جبل الشعانبي في محافظة القصرين، الواقعة ضمن المرتفعات الغربية الفاصلة بين الحدود التونسية- الجزائرية، وسط أنباء عن إصابة 3 جنود تونسيين علمًا بأن العملية العسكرية كانت لا تزال متواصلة مساء الأربعاء.
وبدأت الاشتباكات بعد أن لاحظت دورية عسكرية تحركات مشبوهة في الجبل الذي تتحصن فيه عناصر مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ورفضت وزارة الدفاع التونسية تقديم معطيات عن العملية، في حين أشارت مصادر طبية في مستشفى القصرين إلى أن 3 جنود تعرضوا لإصابات مختلفة.
إلى ذلك، نشر "داعش"، مساء الثلاثاء الماضي، شريط فيديو يتضمن تهديدًا بشنّ هجمات في تونس تستهدف منشآت حكومية ومقار أمنية، وتحدث عدد من مسلحي التنظيم، ظهر من خلال لهجتهم أنهم تونسيون، عن قرب قدومهم إلى تونس وإقامة شرع الله فيها، كما هددوا باقتحام السجون وفتحها من أجل تحرير سجناء يواجهون أحكامًا في قضايا تتعلق بالتطرف.
وبدأ الفيديو بصور ثلاثية البعد تجسد الهجوم الانتحاري على حافلة الحرس الجمهوري التونسي في شارع محمد الخامس في العاصمة نهاية الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 12 عنصرًا أمنيًّا وأعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنه.
في المقابل، اعتبر وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي أن شريط الفيديو الأخير يعكس مدى وحشية هذا التنظيم المتطرف، ناصحًا المواطنين بتشديد الرقابة على أبنائهم بهدف التصدي لهذا الخطاب الدموي.
وأوضح الغرسلي أن "الفيديو يبيّن علامات فشل التطرف في تونس ويدل على أن المتطرفين بصدد الاختناق، وأنه يجب ألا ننفي أن لهؤلاء المتطرفين قدرة على التهديد ويشكلون خطرًا على البلاد".
وصرح وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، أن بلاده لن تشارك في أي قتال خارج حدودها، ردًا على تقارير إعلامية تحدثت عن إمكانية مشاركة تونس في الحرب على تنظيم داعش في ليبيا؛ حيث كانت الحكومة التونسية أعلنت سابقًا انضمامها إلى التحالف الدولي، كما شددت إجراءاتها الأمنية لتأمين حدودها الجنوبية مع ليبيا، عبر إقامة ساتر ترابي وتركيز أجهزة مراقبة وإنذار بالإضافة إلى تشديد المراقبة على الحدود البحرية بينها وبين ليبيا.
أرسل تعليقك