الخرطوم ـ جمال إمام
أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن زيادة أسعار غاز الطهي والمحروقات لن تزيحه عن الحكم، وتعهد بالقضاء على المتمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق قبل نهاية هذا العام، وملاحقة من عبروا الى ليبيا، فيما استدعت الخارجية السودانية الأربعاء، القائم بالاعمال الأميركي في الخرطوم احتجاجًا على مشروع قرار أميركي لتمديد مهمات خبراء دوليين لمراقبة حظر السلاح في دارفور وتقييد حركة الجيش.
وقال البشير في خطاب أمام مؤتمر لقوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش في العمليات: "للذين يقولون إن الحكومة انتهت وستسقط، لا زيادة غاز ولا بنزين ستزيلنا". وأمر البشير الجيش بحسم التمرد في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل بدء موسم الأمطار، واتهم متمردي "الحركة الشعبية - الشمال" بعدم الالتزام بوقف النار في المنطقتين واستمرارهم بقتل وترويع المدنيين. وأفاد بأن التمرد في دارفور انتهى، وأن القوات المتبقية من متمردي "حركة العدل والمساواة" بزعامة جبريل ابراهيم باتوا مرتزقة في جنوب السودان وسيخرجون من هناك، وما تبقى من قوات "حركة تحرير السودان" برئاسة مني اركو مناوي تقاتل مع قوات اللواء خليفة حفتر في ليبيا، وهدد بملاحقتهم.
وانتقد البشير مشروع قرار قدمته واشنطن لمجلس الأمن لحظر صادرات الذهب السودانية، وزاد "نقول للأميركان والاستعمار الجديد لا ولن نركع، نحنا لا نخاف على الكراسي ولا على الأرزاق، ورغمًا عن أنفهم قاعدون وعهدنا مع الشهداء باقٍ وسنظل قابضين على جمر القضية". وتراجعت واشنطن لاحقًا عن مشروع قرار حظر تصدير الذهب السوداني بعد رفض روسيا والصين وفنزويلا ومصر وماليزيا وانغولا، ودعت الى تمديد مهمات فريق خبراء الامم المتحدة لمراقبة حظر السلاح على دارفور. ويوسع التمديد صلاحية الخبراء لمراقبة السلاح في دارفور وتقييد حركة الجيش السوداني.
ويشترط القرار على القوات الحكومية الحصول على اذن من الخبراء في حال نقل معدات وتجهيزات عسكرية وكذلك حركة الطيران العسكري والتقصي عن اي مساعدات لوجستية يتلقاها السودان من شأنها مساعدته في الحرب في دارفور.
الى ذلك، أكد الناطق باسم الخارجية السودانية، السفير علي الصادق أن البعثة السودانية لدى الامم المتحدة في نيويورك تمكنت بالتضامن والتنسيق مع الدول الصديقة خصوصًا مصر والصين وفنزويلا وأنغولا والسنغال، من إفشال مشروع قرار قدمته بريطانيا لإدانة السودان، في الأحداث التي جرت أخيرًا في منطقة جبل مرة في دارفور، وذلك خلال اجتماع الدول الأعضاء للتشاور بشأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الدوري والذي تم إسقاطه من مداولات المجلس. وأوضح السفير علي الصادق أن السفيرة الدائمة لبريطانيا عممت مذكرة على الدول الأعضاء، أكدت فيها فشلها في الحصول على الإجماع المطلوب لتمرير مشروع القرار.
من جهة اخرى، أجرى الرئيس السوداني، "تغييرًا محدودًا" في رئاسة أركان الجيش، وعين الفريق إبراهيم محمد الحسن وزير دولة للدفاع. وشملت القرارات تعيين الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي في منصب رئيس الأركان المشتركة للجيش خلفًا للفريق أول مهندس ركن مصطفى عثمان عبيد سالم، والفريق أول ركن يعقوب إبراهيم إسماعيل مفتشًا عامًا للجيش، والفريق الركن كمال عبد المعروف رئيسًا لأركان القوات البرية. وعين الرئيس الفريق أول ركن يحيى محمد خير نائبًا لرئيس الأركان المشتركة، بعدما كان يشغل منصب وزير دولة للدفاع.
أرسل تعليقك