دمشق- العرب اليوم
تشارك المعارضة السورية في محادثات جنيف 3 بثلاثة وفود لا تظهر على الأرجح تطابقًا في التوجهات والمرجعيات والرؤى المستقبلية في العملية التفاوضية؛ إذ تبادلت الوفود الاتهامات بالعمالة لأطراف خارجية والعمل وفقًا لـ"أجندات" تضعها الدول الراعية بغض النظر عن مصلحة الشعب السوري، وادعى كل طرف أنه الأحق بتمثيل الشعب.
وأول الوفود المعارضة هو وفد الرياض، ويعرف بهذا الاسم كونه مؤلفًا من شخصيات شاركت في مؤتمر الرياض عقب إصدار مجلس الأمن القرار الـ2254 الخاص بالأزمة السورية، إذ اتفق المشاركون في المؤتمر على تشكيل مجموعة مؤلفة من 50 اسمًا باسم الهيئة العليا للتفاوض.
وعُيّن رياض حجاب في رئاسة هذه المجموعة، ووجه المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا الدعوة إلى حجاب بصفته رئيسًا لهذه الهيئة، وسيرأس وفد معارضة الرياض العميد المنشق أسعد الزعبي، بينما تولى المسؤول السياسي لجيش الإسلام، محمد علوش، صفة كبير المفاوضين.
ومن بين أعضاء هذا الوفد من طالب سابقًا بتحويل سورية إلى دولة إسلامية مثل محمد علوش، مع العلم بأن من بين الموقعين على بيانه شخصيات مسيحية مثل "جورج صبرا" وأخرى تدّعي العلمانية والليبرالية "منذر باخوس ورياض حجاب"، إضافة إلى شخصيات يفترض أنها اشتراكية أو ناصرية على غرار رئيس هيئة التنسيق، حسن عبدالعظيم، الذي انسلخ عن معارضة الداخل للانضمام إلى مؤتمر الرياض.
والوفد الثاني للمعارضة يعرف باسم وفد القوى العلمانية "وفد موسكو"، وهو عدد من الشخصيات السياسية التي أصرت الحكومة الروسية على مشاركتها في المؤتمر، فهو مشكّل من شخصيات شاركت في مسار موسكو بنسختيه الأولى والثانية، وأخرى شاركت في مساري "أساتنا 1 و2"، وشخصيات شاركت في "مؤتمر القاهرة" للمعارضة السورية.
وأبرز الأسماء في هذا الوفد رئيس هيئة التغير والإصلاح "قدري جميل"، ورئيس تيار قمح ومجلس سورية الديمقراطية "هيثم مناع"، وهذا الوفد يوجد الآن في جنيف، إلا أنه لم يشارك حتى الآن في المفاوضات.
أما الوفد الثالث للمعارضة السورية فيتكون من 10 شخصيات من المعارضة الداخلية، دعيت من قِبل المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، من بينهم رئيس هيئة العمل الوطني المعارض "محمود مرعي"، إضافة إلى الممثلين عن هيئات العمل المدني والعشائر العربية.
وأكدت مصادر أن وفد القوى العلمانية قد يندمج مع وفد المعارضة في دمشق، إلا أن كلا الوفدين يرفضان وبشدة الاندماج مع وفد الرياض، ما يجعل جنيف 3 أمام احتمالين: الأول أن تكون المعارضة في 3 وفود مستقلة عن بعضها، والخيار الثاني هو أن تندمج المعارضة الداخلية مع وفد موسكو، في مقابل بقاء وفد الرياض مغردًا خارج السرب وحده.
أرسل تعليقك