عدن ـ عبد الغني يحيى
انتهكت ميليشيات الحوثي وصالح، كما كان متوقعا، الهدنة في اليمن بعد وقت وجيز على بدء سريانها، الأمر الذي قد يهدد بنسف مفاوضات السلام، لاسيما أن انطلاق الجولة الجديدة في الكويت مرهون باحترام وقف الأعمال العدائية.
وبعد دقائق على بدء سريانها منتصف ليل الأحد الاثنين، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية أ ن الميليشيات المتمردة المتمركزة في "تلال المكلكل والسلال وسوفيتل والقصر الجمهوري" خرقت الهدنة، بقصف الأحياء السكنية في مدينة تعز. كما شنت الميليشيات المتمردة، الموالية لإيران، قصفا على "مواقع الجيش الوطني في مقر اللواء 35 مدرع"، غربي تعز، واستهدفت، من مواقعها في "الريامي بحيفان جنوبي تعز" مواقع المقاومة الشعبية في نجد السلف.
وخرق الهدنة ليس بأمر غريب على ميليشيات الحوثي وصالح التي كانت قد انتهكت في السابق عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، وانتهجت سياسة المراوغة خلال الجولات السابقة من مفاوضات السلام التي عقدت برعاية الأمم المتحدة. ورغم أن الميليشيات كانت قد استبقت، الأحد، بدء الهدنة بقصف أحياء تعز وتشديد الحصار على المدينة في تأكيد مسبق على عزمها خرق تعهداتها، فإن الحكومة، وحرصا منها على نجاح المفاوضات، شددت على احترامها لوقف إطلاق النار.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، قال إنه "وجه رسالة إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تؤكد التزام الحكومة اليمنية بشروط وأحكام وقف الأعمال القتالية.. التي تم اقتراحها من قبل الأمم المتحدة". وأكد المخلافي أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وجه "كافة القيادات العسكرية بالالتزام بوقف العمليات القتالية"، مشيرا إلى أن "قيادة قوات التحالف العربي قد أصدرت بيانا أكدت فيه التزامها بوقف إطلاق النار..".
والحكومة قدمت، حسب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، "كل مايمكن لضمان وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة عن شعبنا والتوجه الى الكويت في ظل أجواء إيجابية على أمل أن يلتزم الطرف الآخر بكل الشروط والاتفاقات التي وقعت".
وانتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح للهدنة تؤكد أن الحكومة الشرعية وحدها الحريصة على إيجاد أجواء إيجابية قبل المفاوضات، التي من المقترض أن تبدأ في 18 أبريل الجاري في العاصمة الكويتية الكويت، برعاية الأمم المتحدة. ومصير المفاوضات أو مسارها بالحد الأدنى معلق على نجاح وقف إطلاق النار والتزام الميليشيات بتقديم بوادر حسن نية على غرار إطلاق المعتقلين السياسيين وفق قرار مجلس الأمن 2216، وفك الحصار عن مدينة تعز، الذي يخنق المدنيين.
وبيان مبعوث الأمم المتحدة كان واضحا في هذا الشأن، فقد حث أطراف النزاع والمجتمع الدولي على "الاستمرار في تصميمهم على دعم" الهدنة التي وصفها بأنها "أساسية وملحة ولا غنى عنها.. ولم يعد بإمكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الأرواح". وصمود الهدنة، التي يجب أن تتيح وصولا حرا للمساعدة الإنسانية للمدنيين، يعد مدخلا أساسيا للمفاوضات المقبلة، فـ"لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الأعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت"، حسب ولد الشيخ.
أرسل تعليقك