بغداد- نجلاء الطائي
دعا القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، ديفيد بترايوس، إلى منح العرب السنة "الحوافز لدعم العراق الجديد بدلا من معاداته"، مستبعدًا إمكانية دحر تنظيم "داعش" بقوة السلاح فقط في ظل إمكاناته الاقتصادية الكبيرة.
جاء ذلك في لقاء أجراه بترايوس، مع محطة "بي بي سي" البريطانية، وأبرز القائد الأميركي المتقاعد، الذي نصح سابقا باستراتيجية تحشيد وزيادة عدد القوات الأميركية في العراق إبان حربها ضد "تنظيم القاعدة"، خلال عام 2007، أن من "غير الممكن التعامل مع التنظيم المتطرف المروع بقوة السلاح فقط، فهو جيش تقليدي يمتلك في الوقت ذاته عناصر التطرف ويحتاج إلى عناصر متشددة مهمة أيضاً".
وأضاف بترايوس، أن "عدد عناصر القاعدة كان يفوق تنظيم داعش، وكانوا أكثر تجذرا في العراق"، واصفاً "سقوط مدينة الرمادي بأنها خسارة استراتيجية في وقت كان يقال إن تنظيم داعش يتخذ الجانب الدفاعي".
وعدَّ القائد العسكري الأميركي، أنه في "الإمكان استرجاع الرمادي في غضون أسابيع أو أقل"، مبيناً أن تلك "الخسارة تعد انتكاسة، وعلينا الآن التركيز على التعديلات التي يجب أن تتخذ على الاستراتيجية المتبعة وتعزيز الجهود وهذا ما يجري العمل به الآن".
وركز بترايوس خلال اللقاء، على "الحاجة دائما إلى المنظور السياسي والعسكري لضمان نجاح استراتيجية التعامل مع داعش"، مبينًا أن من غير "الممكن التعامل مع تنظيم يمتلك قوة اقتصادية بقوة السلاح فقط، إذ لا بد من تدخل العنصر السياسي".
ورأى الجنرال المتقاعد، أن "التغيير السياسي يجب أن يبدأ أولاً"، مؤكداً على ضرورة "منح العرب السنة الحوافز لدعم العراق الجديد بدلا من معاداته".
وتابع بترايوس، أن "العراقيين سيقاتلون بقوة في حال وجود قيادة عسكرية قوية وثقة متبادلة بين مقاتلي العشائر السنية والحكومة، بأن هناك من يحميهم في حال تعرضهم لموقف قتالي صعب"، مستدركاً "رغم أن الاستراتيجية الجديدة قد تتضمن إرسال المزيد من المستشارين الأميركيين أو عناصر استخبارية تحدد الأهداف لطائرات التحالف ضد داعش، أو تطوير وسائل تدريب وتسليح القوات العراقية، فإن البعد السياسي في الموضوع يبقى مهماً جداً".
يذكر أن ديفيد بترايوس، كان قائداً لقوات التحالف في العراق وأفغانستان، وقائداً للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، وبعد تقاعده من الجيش في آب/أغسطس 2011، خدم لمدة 14 شهراً في منصب مدير وكالة المخابرات المركزية، ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة معهد "كيه كيه آر" العالمي للاستشارات والاستثمارات.
أرسل تعليقك