طهران ـ مهدي موسوي
أسِفت إيران التي التقى وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في لوكسمبورغ أمس الاثنين، نظراءه في الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي، لأن التقدم في المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، "ليس في مستوى التوقعات"، فيما حذرت برلين طهران من "مناورات للتحايل" على نص اتفاق نهائي يطوي الملف.
والتقى ظريف في لوكسمبورغ وزراء الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير والأوروبية فيديريكا موغيريني.
وكرّر ظريف دعوته "جميع الأطراف" إلى "تفادي مطالب مبالغ فيها ومزاعم خارجة عن الأطر الدولية، من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي"، وتابع: "ما زالت هناك خلافات، بعضها تقني والآخر سياسي. وعلى رغم ذلك، نحاول استكمال العمل في أقرب فرصة". ونبّه إلى أن "إبرام اتفاق نووي جيد، أكثر أهمية من تجاوز المهلة بأيام"، علماً أنها تنتهي آخر الشهر.
أما عباس عراقجي، نائب ظريف، فلفت إلى "تقليص خلافات في شأن نص الاتفاق النووي"، مستدركًا أن "التقدّم ليس في مستوى توقعاتنا". وأشار إلى "خلافات في شأن نقاط أساسية"، معتبرًا أن "الماراثون يقترب من لحظاته الأخيرة". وتابع أن للاتفاق النهائي "أبعادًا تقنية وقانونية وسياسية"، وأضاف: "إذا اقتضى الأمر ستستمر المفاوضات أيامًا إضافية" بعد المهلة النهائية، مشدداً على أن "المهم هو التوصل إلى اتفاق جيد يعترف بحقوق الأمّة (الإيرانية) ومواصلة برنامجها النووي ورفع العقوبات" عنها. ورجّح أن يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري فيينا في نهاية الأسبوع، للقاء ظريف.
في المقابل، كرر فابيوس أن باريس تسعى إلى اتفاق "صلب" مع طهران. وقال بعد لقائه نظيره الإيراني: "هذا يعني نظام تحقّق واسعًا، يشمل مواقع عسكرية إذا تطلب الأمر، وضرورة توقّع عودة تلقائية إلى العقوبات، إذا انتهكت إيران التزاماتها" في أي اتفاق.
ورأى هاموند أن على "الشركاء الإيرانيين أن يبدوا مزيداً من المرونة، إن أردنا التوصل إلى اتفاق". ولم يستبعد إمكان تجاوز المهلة النهائية المحددة في آخر الشهر، قائلاً: "لطالما عرفنا أننا سنذهب حتى اللحظة الأخيرة، وربما إلى أبعد من ذلك".
أما شتاينماير فتحدث عن "بداية مرحلة حاسمة"، لافتًا إلى أن "المحادثات في التفاصيل أظهرت عراقيل". وتابع بعد لقائه ظريف أن إبرام اتفاق نهائي "ممكن، لكنه يتطلب مواصلة التفاوض في شكل بنّاء والامتناع عن تنفيذ مناورات للتحايل على النص النهائي". واعتبر أن "حلاً للنزاع الإيراني سيؤثر في فاعلين آخرين في النزاع في مناطق أخرى في الشرق الأوسط".
وعلى رغم التفاؤل الأوروبي، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحذيره من إبرام اتفاق مع طهران، مرجحًا أن يكون "مروعًا".
أرسل تعليقك