الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، السفير العبيد أحمد مروح، تأجيل جولة المفاوضات الخاصة باللجنة السياسية الأمنية التي كان مقررًا لها الأربعاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الخرطوم وجوبا.
وقال مروح في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم"، ظهر الأربعاء، إن "موعد الجولة سيتم الاتفاق عليه بين البلدين في وقت لاحق"، فيما تحدثت تقارير عن أن أسباب تعثر انطلاق الجولة يعود بالدرجة الأولى إلى حالة الاحتقان السياسي والأمني التي تسيطر على علاقات البلدين في الوقت الراهن.
وكشف الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني"، عن توجه جديد للنظر في إستراتيجية تعامله مع الحركة الشعبية "الحزب الحاكم" في جنوب السودان، وأعلن رئيس قطاع التنظيم في الحزب حامد صديق، عن بدء لجنة مكلفة بذلك على ضوء المتغيرات غير المنطقية في تصرفات دولة الجنوب، وأن مواقف جوبا فرضت علينا هذه المراجعة"، متهمًا الحركة الشعبية بأنها "لا تملك خطة أو إستراتيجية واحدة للتعامل مع السودان، وأن هناك من يرى ضرورة إقامة علاقات جيدة مع السودان، بينما هناك فريق آخر يحمل أجندة خاصة ويعمل على عرقلة محاولات التقارب ومساعي إصلاح هذه العلاقات، وأن أيادي وجهات خارجية هي التي تحرك سياسات الجنوب في الاتجاه الذي تريد".
في المقابل، نفى وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان، الدكتور برنابا بنجامين، أن "تكون بلاده غير راغبة في إقامة علاقات مع السودان"، وقال في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة جوبا، "منذ فترة ونحن نحاول أن نصل مع الطرف الآخر إلى تفاهمات، لكن مواقف الخرطوم ظلت كما هي متشددة"، نافيًا في الوقت ذاته، أن "تكون بلاده تتبع نهج المراوغة أو الرهان على تدخل دولي لحسم الخلافات بين البلدين".
وفي تطور آخر، أعلن الناطق الرسمي باسم سفارة جنوب السودان في الخرطوم، قبريال دينق، في تصريحات له، أن وفد بلاده في المفاوضات مستعد للذهاب إلى أديس أبابا لاستئناف التفاوض حول القضايا الخلافية مع السودان، فيما تحدثت تسريبات عن اجتماع مطول انعقد بين الرئيس السوداني عمر البشير في القيادة العامة للقوات المسلحة، ووزير دفاعه الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، الذي يترأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة الأمنية، ويُعتقد بأن الاجتماع قد تناول التطورات في العلاقات بين السودان والجنوب على ضوء إبداء جوبا عدم رغبتها في الانسحاب من مناطق سودانية، ما لم يقم السودان بخطوات مماثلة.
وظلت علاقات السودان وجنوب السودان، منذ الانفصال الذي حدث في العام قبل الماضي، تمر بمحطات توتر وصل إلى ما يشبه الحرب في العام 2012.
أرسل تعليقك