طرابلس – العرب اليوم
أعلن سكان وثوار في درنة (شرق ليبيا) الأثنين، إحباط محاولة "داعش" لاسترداد السيطرة على المدينة، انتهت بتفجير انتحاري سيارة مفخخة استقلها، ما أسفر عن مقتل تسعة من السكان المناصرين للثوار وجرح عشرات آخرين، في حين لم يعرف حجم الخسائر البشرية في صفوف التنظيم.
وتبنى "داعش" في بيانه تفجير يوم الأثنين، مشيرًا إلى أن منفذه هو المدعو أبو جعفر السوداني الذي استهدف بسيارته المفخخة ما وصفه البيان بأنه "تجمع لصحوات الردة ما أدى إلى هلاك وإصابة العديد منهم".
وأبلغت مصادر في درنة الأثنين، أن التفجير أتى إثر اشتباكات بين "داعش" و"مجلس شورى مجاهدي درنة" الذي تصدى لقافلة تابعة للتنظيم حاولت التسلل إلى المدينة.
وقال أحد المصادر إن مدرعة تابعة لـ "داعش" ترافقها سيارات عسكرية حاولت دخول درنة مساء الأحد – الأثنين، انطلاقًا من ضاحية الفتائح التي لجأ المسلحون إليها بعد طردهم من المدينة.
وأضاف المصدر أنه لدى وصول القافلة إلى منطقة "عين بنت" تصدى لها مسلحو "مجلس الشورى" يعاونهم سكان، ودارت اشتباكات بين الجانبين. لكن انتحاريًا كان يستقل شاحنة صغيرة مفخخة من طراز "ميتسوبيشي" اندفع في اتجاه المدافعين عن المدينة وفجر السيارة، ما أدى إلى مقتل تسعة منهم وإصابة آخرين بجروح.
وأكدت مصادر في "مجلس شورى مجاهدي درنة"، أن مسلحي "داعش" تراجعوا على الأثر إلى نقطة تمركزهم في منطقة الفتائح والمرتفعات المحيطة بها، في حين ظلت درنة بكاملها تحت سيطرة مسلحي "مجلس الشورى" والسكان الذين يساندونهم.
وذكر نائب رئيس "مجلس الشورى" عبد الحق المبروك الغيثي، أن "سكان درنة وثوارها كفيلون بإحباط أي محاولة للإرهابيين لاستعادة السيطرة على المدينة". وقال إن المتطرفين "الإرهابيين يلجأون إلى أساليب المكر والخداع في محاولة لتسويق انتصارات زائفة، لكن إرادة سكان درنة وثوارها أقوى منهم".
وتوعد "داعش" بالعودة إلى المدينة والانتقام "ذبحًا" من المقاتلين الإسلاميين الذين طردوه منها في تموز /يوليو الماضي، على أثر اشتباكات استمرت أسابيع، ولا يزال مسلحو "مجلس الشورى"، وهو تحالف مجموعات إسلامية تضم "أنصار الشريعة"، يبسطون سيطرتهم على المدينة بالتعاون مع السكان، فيما لجأ مقاتلو "داعش" إلى مرتفعات محيطة بها.
وقال أحد المصادر في درنة، إن ما أثار حفيظة السكان هو أنباء عن استقدام "داعش" أخيرًا تعزيزات قوامها "مرتزقة غـــير ليبيين من العراق وسورية ومناطق أخرى، في محاولة لاستعادة درنة التي شكلت أهم هزيمة له في ليبيا، على رغم اعتماد المدافعين عنها على قدراتهم الذاتية".
وأفادت تقارير بأن التنظيم أرسل أيضًا متطوعين من جنسيات غير ليبية إلى مدينة سرت لإحكام سيطرته عليها والتصدي لمحاولات قوات "فجر ليبيا" استردادها.
أرسل تعليقك