دمشق - نور خوام
تلقت الحكومة السورية دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف في 14 آذار/مارس الجاري، في حين بدا موقف "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة من المشاركة ملتبسًا، وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية أن الحل السياسي هو "الطريق الوحيد" لتسوية الأزمة السورية رغم صعوبته، واستبعدت أي حل عسكري للأزمة.
وذكر مصدر سوري قريب من الوفد الحكومي الرسمي المفاوض، الاثنين، أن الوفد الحكومي المفاوض تلقى دعوة من الأمم المتحدة الأحد للمشاركة في المفاوضات في جنيف في 14 آذار الجاري، ولم يحدد المصدر موعد وصول الوفد الحكومي الرسمي، ولم يعرف ما إذا كان المقصود بدء المحادثات غير المباشرة بين وفدي الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات في 14 آذار، على أن تشهد الأيام التي ستسبقها اجتماعات بين المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وكل من الوفدين خارج إطار التفاوض.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أنها تلقت دعوة رسمية جديدة للمشاركة في محادثات جنيف المقبلة، وسيشارك الوفد الحكومي الرسمي السوري بالطاقم التفاوضي ذاته، الذي سبق وشارك في المحادثات السابقة، برئاسة المندوب الدائم لسورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لكن الوفد السوري لم يحدد موعد وصوله بعد، وفي المقابل، يبدو موقف الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة ملتبسًا، إذ أعلن أحد المتحدثين باسمها أن الوفد المفاوض سيتوجه إلى جنيف في الحادي عشر من آذار الجاري قبل أن يعلن المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، أن القرار لم يحسم بعد.
وأوضح المتحدث باسم الهيئة، رياض نعسان آغا، أن الهيئة وافقت على الذهاب إلى جنيف، بعدما لاحظت جهدًا كبيرًا في اتجاه تحقيق المطالب الإنسانية واحترام الهدنة، وبعد ساعات، قال المنسق العام للهيئة، في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحافيين: ستقيّم الهيئة الوضع خلال الأيام المقبلة وسنأخذ القرار المناسب بشأن الذهاب إلى جنيف.
وستجرى المفاوضات بشكل غير مباشر، أي ينقل وسيط مكلف من الأمم المتحدة مواقف أحد الطرفين إلى الطرف الآخر، ولا يلتقي الوفدان في غرفة واحدة، وجولة المحادثات المرتقبة في جنيف هي الأولى منذ بدء تطبيق وقف الأعمال القتالية في سورية في 27 فبراير/شباط الماضي بموجب اتفاق أميركي روسي مدعوم من الأمم المتحدة، ويستثني الاتفاق تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وتشهد المناطق السورية المشمولة بالاتفاق هدوءًا منذ بدء سريان الهدنة، رغم تسجيل خروق محدودة بالترافق مع تواصل إدخال قوافل مساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة، وهذه الهدنة هي الأولى من نوعها بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة في سورية.
وأوضح حجاب، ردًا على سؤال بشأن إمكانية تمديد الهدنة التي وافقت الهيئة عليها لمدة أسبوعين، أنه سيصار إلى تقييم الوضع مع قادة الفصائل وكذلك مع الأصدقاء وعلى ضوء ذلك ستتخذ الهيئة موقفها، وعلى خطٍ موازٍ، قال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يقوم بجولة إقليمية انطلاقًا من أبوظبي، في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الصادرة بالإنجليزية "بقدر ما هو أمر صعب، علينا أن نواصل السعي للوصول إلى تسوية سياسية، نعمل حاليًا على إعادة النظام السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، لأنه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف، الحل السياسي بين الأطراف المتنازعة الطريق الوحيد لإنهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لإعادة بناء بلده".
وتضغط القوى الكبرى، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، لإنجاح المحادثات، ونقلت الصحيفة عن بايدن استبعاده أي حل عسكري للأزمة المستمرة منذ خمسة أعوام، مضيفًا "يجب أن يكون ذلك واضحًا للجميع، يبدو أن اتفاق وقف الأعمال القتالية صامد، وليس مثاليًا، هو هشّ، لكن مستويات العنف انخفضت بشكل كبير في مختلف المناطق السورية"، بينما قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن عودة العملية السياسية أفضل دعم للهدنة في سورية.
أرسل تعليقك