بيروت ـ العرب اليوم
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، تأييده "أي تقارب أو انفتاح بين القوى السياسية"، مشددًا على أن "الأولوية القصوى في أي نقاش أو صيغة تسوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس للجمهورية".
وأضاف سلام خلال افتتاحه معرض الكتاب العربي والدولي في دورته الـ59 في البيال، "في كل مرة يدهمنا القنوط أو يكاد، لكثرة المشكلات والهموم واستعصاء الحلول. ونشعر أننا على شفا الهاوية، وأن الهيكل آيل إلى السقوط. وفي كل مرة يسود المشهد أمامنا. يظهر من مكان ما في المدينة، نبراس يزيل الظلام، ويفتح أبواب الأمل، وينبهنا إلى أن اليأس ممنوع. هكذا هي بيروت. وهكذا هو معرض الكتاب العربي، منارتها التي ترمي الضوء في كل اتجاه".
وبيّن "على رغم الظروف الخارجية المحيطة بالبلاد والأوضاع الداخلية الصعبة، يأتي معرض الكتاب العربي، كعادته كل عام، ليشكل مساحة لقاء حول الفكر بعيداً من السياسة ومباذلها، والاقتصاد ومتاعبه، والأمن وتحدياته".
وتوقف سلام "عند نوع واحد من هذه الكتب. هي الكتب الدينية، التي تحتل حيزاً لا بأس به بين العناوين المعروضة، لألفت، إلى ضرورة إيلاء عناية خاصة لهذه الكتب، وأهمية التدقيق في مضامينها، والتفريق بين الغث والسمين في ما يكتب وينشر في شؤون الدين"، مشيراً إلى أن "التساهل في معايير نشر الفكر الديني، سواء تعلق الأمر بالكتاب أم بالإعلام المرئي والمسموع، من شأنه أن يفتح الباب للترويج لمفاهيم خاطئة للدين، وللتأثير السلبي على عقول الشباب ما يؤدي إلى انحرافهم عن الطريق السوي ورميهم في أحضان التنظيمات التطرفية المتطرفة".
ولفت إلى "أننا نلمس ونرى كل يوم نتائج هذا الفكر المتطرف وتأثيره الخطير على شبان يلقون بأنفسهم إلى الموت في سبيل ما يعتقدون أنه واجب ديني. شهدنا ذلك في بلادنا مرات عدة كان آخرها في برج البراجنة حيث حصد التطرف حياة عشرات المدنيين الأبرياء. كما شهدناه في باريس حيث نشر شبان، عطل الفكر الظلامي عقولهم، الموت المجاني في الشوارع باسم فهم خاطئ ومشوه للإسلام".
وبيّن "نحن في لبنان واجهنا وما زلنا الأعمال الرامية إلى زرع الفتنة وزعزعة استقرار بلادنا بفضل تضافر عاملين رئيسيين الأول هو يقظة وتفاني جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية التي تقدم أداء مميزاً يلقى من اللبنانيين كل تقدير، والثاني هو حرص على سلمنا الأهلي الذي بقي عصياً على الفتنة على رغم كل المحاولات".
وزاد: "شهدنا بعد العملية التخريبية الأخيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، إجماعاً وطنياً عكس قدراً عالياً من الحكمة والمسؤولية لدى القيادات السياسية. ونحن نرى أن هناك إمكانية للبناء على هذه المواقف من أجل إيجاد السبل للخروج من الأزمة السياسية الراهنة".
ورأى أن "الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس نبيه بري أو الحوارات الثنائية بين القوى السياسية، تشكل الطريق الأسلم للتوصل الى تفاهمات تخرج الحياة السياسية من الطريق المسدود، وتنهي حال الجمود والتعطيل سواء في السلطة التشريعية او السلطة التنفيذية، بما يحصن وضعنا الداخلي في مواجهة تداعيات الحروب الدائرة في جوارنا، وبما يخدم مصالح اللبنانيين".
أرسل تعليقك