بيروت – جورج شاهين
سأل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن السبب الذي يجعل اللبنانيين يظهرون وبشكل مجاني أن لبنان دولة فاشلة، في بلد يمتلك ديموقراطية يتقاتل الجميع من حولنا من أجلها، فيما نحن نحاول الإطاحة بها. ورأى أن الالتزام بإعلان بعبدا هو الذي يحمي وحدة لبنانّ واستقراره كما الالتزام بالاستراتيجية الدفاعية الذي يحمي لبنان من إسرائيل، وأقول يحمي لبنان وأرض لبنان فقط.
وشدد على أن المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية وهي الجيش والشعب والمقاومة، تحمي لبنان شرط أن يكون لها مدير أو جهة تدير هذه العلاقة،ومن أجدى وأدرى بإدارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية؟ وهذه المعادلة هي للتطبيق ولك دون التفرد بالتطبيق. جاء ذلك خلال انتقال الرئيس سليمان انتقاله إلى المقر الرئاسي الصيفي في "بيت الدين".
وألقى الرئيس سليمان كلمة جاء فيها: انا اعتز بهذه المرحلة التي أمرّ فيها في بيت الدين في كل عام، ولكن يا للاسف، جاء عيد الفطر مرتين على التوالي والوضع في لبنان مضطرب، ويعاني مما يعانيه الوضع في الشرق الاوسط، وخصوصاً في سورية الشقيقة. والوضع اللبناني مضطرب باقتصاده وبفكر أبنائه وقلقهم على مصير الوطن، مضطرب بوجود مخطوفين داخل الوطن، مخطوفين من داخل الوطن وفي داخل الوطن، ومخطوفين من الوطن خارج الوطن، ومخطوفين ايضاً من خارج لبنان وأصدقاء لبنان داخل الوطن. لمناسبة عيد الفطر السعيد الذي أتمنى أن يكون مباركاً على الجميع، عشنا الشهر الفائت بفرح، عشنا معاً لبنانيين وفرحنا بالعيد معاً بعادات مختلطة في لبنان والأعياد مشتركة في لبنان، ولكن هناك مناسبة لنتساءل دائماً لماذا لا تتابع هذه الأجواء؟ لماذا لا تجعلنا الأعياد نتابع سوياً أمورنا المصيرية؟ وتجعلنا نتساءل ونسأل مع الناس ونحن أيضا ليس لدينا الجواب الشافي. لماذا لا نستطيع بناء دولة؟ ما هو السبب؟ لماذا بنينا دول الاغتراب؟ لماذا لا نستطيع بناء دولة في لبنان، ماذا ينقصنا؟ لماذا نظهر بشكل مجاني أن لبنان دولة فاشلة؟ من يأتي إلى لبنان رغم كل شيء يجد أن الوضع بألف خير لكن نحن نريد أن نبرهن للعالم أننا دولة فاشلة لا نستطيع القيام بأي شيء. خطابنا الإعلامي يقول كذلك، السؤال يتكرر، نحن لدينا اتفاق مهم، لدينا الميثاق الوطني الذي تجدد عبر اتفاق الطائف الذي انبثق عنه دستور أرسى معادلة ميثاقية سياسية بين جميع الطوائف اشركت الجميع في السياسة والجميع راضون وهذا المثال هو صالح لعالم الغد. هذه الديموقراطية التي نمارسها، صالحة للعالم المتنوع المتعدد، العالم الجديد. والسؤال نفسه: لماذا لا نطبق هذا النظام بشكل صحيح؟.
الطائف أوصى باتفاقات وعلاقات مميزة مع سورية، وأوصى بالحفاظ وعدم تعريض أمن الدولتين من الدول الأخرى. لا نحن نتعرض لامن سوريا ولا سوريا تتعرض لامننا. جاء اعلان بعبدا وثبت هذه المبادىء التي نص عليها الطائف، وكنا اتفقنا جميعاً في هذا الاعلان على تحييد لبنان عما يجري من صراعات حوله وعن عدم السماح بأن يكون لبنان منطقة عازلة او آمنة للتدخل في سوريا لا عن طريق استقبال المسلحين وايوائهم ولا عن طريق ارسال المسلحين وايوائهم. اتفقنا في اعلان بعبدا على ضبط الحدود من قبل الجميع ولمصلحة الجميع، ولكن لم يتم تطبيق الاعلان كما يجب.
تكلمنا عن المعادلة التي وردت في البيانات الوزارية وهي الجيش والشعب والمقاومة، وأن هذه المعادلة تحمي لبنان شرط أن يكون لها مدير أو جهة تدير هذه العلاقة، ومن أجدى وأدرى بادارة هذه المعادلة غير الدولة اللبنانية؟ وهذه المعادلة هي للتطبيق ولكن دون التفرد بالتطبيق وأقول اليوم إن الدولة إذا لم تقم بواجباتها، طبعاً يفقد الجيش هيبته وتنكشف حصانة المقاومة، وإذا لم يدافع الجيش عن الأرض ضد الاعتداءات الإسرائيلية ولم يقم بواجبه في حفظ الأمن
بشكل جيد، فهو أيضا يكشف المقاومة ويضعف الدولة. كذلك الأمر لا يمكن للمقاومة أن تتفرد بالتدخل في الشؤون الخارجية أو الداخلية. فمن أجل المقاومة ومن أجل تحصينها، يجب أن نلتزم بإدارة هذه المعادلة التي اعتمدناها لأن هيبة الدولة تسقط وتحرج الجيش وتشله وتسقط أيضاً هيئة الحوار الوطني التي قامت بهذا الانجاز الذي يستوجب التطبيق. فلنعد جميعاً إلى الداخل، ونخصص قدراتنا وقوتنا وامكاناتنا من اجل الوطن والدفاع عنه. فلندعم الجيش اللبناني ولا نغدر به، ولا نتهمه ونصعب مهمته، كما قلت في عيد الجيش عن طريق إيجاد مسلحين وأسلحة ومنظمات تتصرف على هواها. فلندعم هذا الجيش حتى يصبح الجهة الوحيدة التي تملك السلاح ومقدرات الدفاع عن الوطن. أريد أن أقول أن القدرات الوطنية وأعني الجيش، الدولة، المقاومة، ليست لفئة وليست لطائفة، بل هي ملك الوطن لا يمكنها أن تنحاز، وعلى الوطن أن يقرر كيف يتصرف بهذه القدرات. إن كان ببطولات الرجال أو بعقولهم ودمائهم، والدولة الأساس لهذه المعادلة وهي تمثل الشعب وهي المسؤولة عن إيجاد حكومة لهذا العشب تدير شؤونه وتسهل أموره الحياتية وتحافظ على أمنه وكرامته وسيادته. حكومة أردناها دائما وبشكل مستمر، حكومة جامعة من كل الأطياف اللبنانية، شرطأالا يصبح هذا المبدأ متراسا لرفع المطالب او تعجيز تأليف الحكومة.
الاستحقاقات الدستورية تقترب، بالأمس أجلنا الانتخابات النيابية من أجل إيجاد قانون جديد، نأمل في إقراره وقريباً يبدأ السباق إلى رئاسة الجمهورية والوقت ينفذ ولا يمكن الانتظار طويلاً.
يجب تأليف حكومة تدير شؤون الشعب، هكذا يقول الدستور، وهو يعطي صلاحية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يؤلفا هذه الحكومة كما يريان مصلحة البلد. لا يمكن أن أتخلى عن صلاحية تشكيل الحكومة. ففي وقت نطالب بتحسين وتطوير صلاحيات رئيس الجمهورية، هناك صلاحية أساسية في تشكيل الحكومة، فيجب أن تشكل الحكومة في أقرب الآجال، هذا ما أقوله للجميع. بالأمس شكلنا حكومة وبأكثرية من فريق واحد، ولم تعتد على حقوق بقية الفرقاء، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ملزمان بالدستور الحفاظ على مصلحة الشعب اللبناني أكان أي فريق ممثلاً بالحكومة أم لا. نحن الضمانة وضماننا يتعلق بمصلحة المواطن والحياة والعيش، فلا يجوز أن يتراجع لبنان بهذا الشكل في وقت يتعرض لصعوبات. حكومة تعالج المشكلات الحياتية، الأمنية، موضوع النازحين الذي أصبح يشكل ضغطاً كبيراً على المواطن والوطن. هذا الوعاء الصغير، لا يمكن أن يتسع لهذا العدد من النازحين، فمن أجل الجميع ومن أجل اللبنانيين جميعاً، ومن أجل النازحين أيضاً، يجب معالجة هذا النزوح وضبطه.
وتبقى أيضاً المشاريع الصلاحية وأهمها يتعلق باللامركزية الإدارية التي تعني البلديات. هذه المشاريع يجب أن تعود لتدرج في جدول أعمال الحكومة. أنا أعلم أنه لا يمكن في ما تبقى من وقت إقرار كافة المشاريع والقوانين، ولكن على الأقل يجب إطلاق هذه المشاريع وهذه القوانين، يجب تشكيل حكومة تواكب هيئة الحوار الوطني التي تجمع كافة الأطراف والتي يجب أن تنطلق أيضاً بسرعة وتعود إلى النظر بإعلان بعبدا لتطبيق كافة بنوده تطبيقاً صحيحاً وصادقاً، هيئة الحوار للمصارحة، كفى تكاذباً، علينا أن نتصارح على طاولة الحوار. بدأنا هذا العمل ولكن اجتماعات الهيئة توقفت، وأنا سأصارح الشعب اللبناني والأطراف اللبنانيين، سأقول ما يفكر به الناس والشعب، كفى كذبا، فننظر إلى الأمور كما هي ونعالجها، فلنعش بواقعية ونقبل الرأي الآخر، فنفهم هواجس الآخرين، يجب أن نقول ما يريد الناس قوله. هل حقا لا يستحق الشعب اللبناني دولة؟ نعم الشعب اللبناني يستحق دولة، كما قلت في البداية، اللبنانيون في الاغتراب بنوا ممالك وامبراطوريات، فكيف بهم لا يستطيعون بناء دولة؟ اللبنانيون حرروا لبنان من أعتى عدو في هذه المنطقة، فكيف لا يستطيعون أن يبنوا دولة في لبنان؟ هل الخطف هو من شيمة لبنان؟ أو الغدر بالجيش؟ هل التكفير هو دين اللبنانيين؟ هل الكمائن والتربص هي عهد اللبناني على شريكه في الوطن؟ ما نراه في هذه الأيام أمر غريب خارج عن كل معتقداتنا وتربيتنا منذ الاستقلال ولغاية اليوم.
أعود وأكرر أنني سأقول الحقيقة وكثيرون من اللبنانيين إلى جانبي في هذه الحقيقة. والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والنائب وليد جنبلاط إلى جانبي في هذه الحقيقة. سميت هذين الشخصين فقط لأنني أريد أن أنوه بالجهد الذي بذلاه أكان النائب جنبلاط أو بكركي، من أجل إتمام المصالحات في الجبل إن شاء الله هذا العام، وإقامتي هنا تنتهي بإقامة مصالحة بلدة بريح.
أرسل تعليقك