نواكشوط ـ مختار ولد محفوظ
أكدت وزيرة الخارجية الموريتانية فاطمة فال بنت أصوينع، أنَّ علاقات بلادها مع الجزائر متميزة ولا وجود حتى الساعة لأي شيء يؤثر فيها، مشيرة إلى أنَّ طرد نواكشوط لدبلوماسي جزائري أخيرًا لا تحمل وزره علاقات البلدين، في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من الخارجية الجزائرية التي تنظر إلى الأزمة الدبلوماسية مع نواكشوط في شكل مغاير قد يتسبب في مراجعة علاقات الدولتين على نحو جذري.
وأوضحت الوزيرة الموريتانية، في مؤتمر صحافي بعد أسابيع من طرد متبادل لدبلوماسيين من البلدين، أنَّ "إجراء فرديًا أو سلوكًا معينًا لشخص لا يمكن أن يؤثر في العلاقات المتميزة بين البلدين الجارين"، في إشارة إلى النائب الأول للسفير الجزائري بلقاسم الشرواطي، الذي اتهمته نواكشوط بالوقوف خلف مقال نُشر في إحدى الصحف الإلكترونية الموريتانية، ومحاولة "التأثير في علاقات موريتانيا الخارجية".
وأضافت: "دائمًا ما يحصل في العلاقات الدولية أن يتصرف شخص بسلوك لا يرتقي للدبلوماسية وحسن العلاقات بين بلدين، فتتم تسوية هذه المشكلة ضمن إطار فردي". وأبرزت أن تسوية هذه المشكلة هو ما فعلته الحكومة الموريتانية حرصًا منها على العلاقات الأخوية الموريتانية الجزائرية.
وصرَّح مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية، بأنَّ الجزائر رفضت التعليق على كلام المسؤولة الموريتانية، وأضاف: "نعتبر أن الظروف التي تسببت بهذه الأزمة مع بلد جار وشقيق لا تزال قائمة".
وبيَّن نائب وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل من الرباط، أنَّ الجزائر تعمل على تسهيل حوار وطني شامل وحقيقي يجمع كل الليبيين على أجندة واحدة، وأوضح في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي أن الجزائر "وفاءً منها للنضال المشترك ضد الاستعمار واستجابةً لرغبة الأشقاء الليبيين، تعمل بدبلوماسية هادئة وثابتة بالتنسيق الدائم مع الأمم المتحدة والأطراف الليبية المعنية على تسهيل حوار وطني شامل وحقيقي يجمع كل الليبيين على أجندة واحدة".
وتابع مساهل: "يستند هذا الحوار إلى أسس وأهداف في مقدمتها وحدة ليبيا وطنًا ومجتمعًا والحفاظ على سيادتها ورفض التدخل الخارجي ومكافحة الإرهاب وبناء الدولة العصرية"، مشيرًا إلى أنَّ هذا المسار الذي "عملت الجزائر مبكرًا لبعثه عبر الاتصالات المكثفة مع الأشقاء اللبيبين وإنجاحه لاحقًا من خلال استضافتها لاجتماع قادة الأحزاب والناشطين السياسيين هو البديل الأوحد للتوصل إلى حل سياسي توافقي عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وشدَّد على أنَّ هذه الحكومة عند تشكيلها "ستحظى بدعم الجزائر الكامل"، مجددًا دعم بلاده أيضًا للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون.
وفي مجال الأمن الإقليمي، قال مساهل إنَّ "هذه القضية تُعتبَر من أمهات القضايا التي تحتم علينا أن نكثف التشاور إزاءها"، مبرزًا أنَّ منطقة البحر المتوسط "لا بد أن تبقى عامل سلام وتعاون واستقرار وحري بنا أن نسعى جميعنا إلى ألا تتحول إلى فضاء انقسام بين الضفتين".
واستطرد قائلًا إنَّ "تهديد المجموعات المتطرفة في الساحل واتساع رقعة الأعمال الوحشية المرتكبة من طرف بعضها أثر في أمن واستقرار دول المنطقة".
أرسل تعليقك