طهران ـ مهدي موسوي
أعلنت مصادر "الحرس الثوري" في إيران أمس الثلاثاء، أن وفدا من حركة "طالبان" الأفغانية برئاسة مدير مكتبها في الدوحة طيب آغا، وصل إلى طهران برفقة أعضاء من المكتب السياسي للحركة.
وأفادت مصادر إيرانية، بأن "الوفد يناقش مع المسؤولين الأمنيين الإيرانيين التطورات في المنطقة، وقضايا المهاجرين الأفغان الـ2.5 مليونين في إيران"، علما بأن طهران تعارض الاتفاق الأمني الذي أبرمته حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني مع الولايات المتحدة، وناقشت الأمر معه خلال زيارته الأخيرة لطهران.
وتعتبر هذه الزيارة الثالثة لوفد من "طالبان" إلى إيران خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهي شاركت في مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي عقد في طهران العام 2012.
وكانت الحركة ذكرت أن فتح مكتب لها في الدوحة في 18 حزيران/يونيو 2013، يهدف إلى تسهيل الاتصال بالأسرة الدولية، وهو ما حصل عبر زيارات نفذها أعضاء المكتب إلى دول بينها الصين وأستراليا وألمانيا واليابان.
وأبرز مسؤول بارز في "طالبان" الأفغانية، أن "الضغوط تتزايد على الحركة من باكستان ومن خلفها الولايات المتحدة لفرض حل تفاوضي بين كابول والحركة، لكننا أكدنا للباكستانيين أننا لا نستطيع أن نحاور كابول، لأنها أداة في يد الأميركيين ولا تمثل شيئا، كما قبلت أن تبيع أفغانستان للأميركيين تحت غطاء الاتفاق الأمني ومنحتهم قواعد عسكرية في البلاد".
وأضاف المسؤول أنه "من حقنا أن نتحاور مع أي جهة خارج أفغانستان، ونشدد على أننا نرفض أن نكون جزءا من تحالفات إقليمية ضد أي دولة مسلمة في المنطقة".
وتحدث عن خلافات سابقة لا تزال موجودة بين الحركة وإيران، وفي مقدمتها دعم حكومة كابول، "لكن ذلك لا يعني عدم التحاور معها في قضايا محددة".
واتفقت وكالتا الاستخبارات في باكستان وأفغانستان على تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في إطار مكافحة "طالبان"، في مؤشر أخير على تحسن العلاقات بين البلدين الخصمين، لكن الاتفاق أثار غضبا في مجلس الشورى الأفغاني وسيلاً من الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توالت الاتهامات لحكومة الرئيس غني بـ"الخيانة" لمصلحة باكستان المتهمة بإيواء مسلحي الحركة.
وصرحت النائبة شكرية براكزاي "لا نستطيع توقيع مذكرة تفاهم مع الذين يقتلون شعبنا، على حكومتنا ألا تتهور في هذا الشكل"، لكن الناطق باسم مديرية الاستخبارات الأفغانية حسيب صديقي قلل من أهمية الاتفاق بقوله "تتعلق مذكرة التفاهم بتبادل معلومات تكتيكية حول تهديدات لوكالتي الاستخبارات، والتقارير التي تتحدث عن تلقي الاستخبارات الأفغانية تدريبًا أو تجهيزات من الاستخبارات الباكستانية خاطئة"، لافتًا إلى إبرام مذكرتين مماثلتين في 2006 و2009 "لكنهما لم تحققا النتيجة المرجوة".
أرسل تعليقك