الجزائر تحث السلطات الفرنسية على تسريع نقل رفات مقاومي الاستعمار
آخر تحديث GMT03:21:19
 العرب اليوم -

الجزائر تحث السلطات الفرنسية على تسريع نقل رفات مقاومي الاستعمار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزائر تحث السلطات الفرنسية على تسريع نقل رفات مقاومي الاستعمار

الجيش الفرنسي
الجزائر ـ سناء سعداوي

أفاد مسؤول بـ«منظمة المجاهدين»، وهو تنظيم مؤثر في السياسة الحكومية بالجزائر، بأن السلطات «تترقب أن يفي الرئيس الفرنسي بتعهداته بخصوص نقل رفات مجاهدينا الموجودة بباريس»، ويتعلق الأمر بأوائل رموز المقاومة الشعبية، الذين سقطوا خلال أولى المعارك، التي تصدت في القرن التاسع عشر للحملة العسكرية الفرنسية على الجزائر بعد الغزو عام 1830.

ونقل مسؤول «المنظمة» لـ«الشرق الأوسط» عن وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن الاتصالات جارية مع الحكومة الفرنسية منذ عام لاستعادة رفات نحو 20 من رموز المقاومة الجزائرية، المعروضة في «المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي»، مبرزاً أن الجزائر تأمل في أن يتم تسريع إجراءات نقلها، خصوصاً بعد أن أعلنت الرئاسة الفرنسية، أول من أمس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون قرر أن تعيد بلاده 26 عملاً تطالب بها سلطات بنين، كان الجيش الفرنسي قد استحوذ عليها سنة 1892، وذلك بعد تسلمه أول من أمس تقريراً بشأن إعادة فرنسا أعمالاً فنية سُلبت من التراث الأفريقي.

ويقترح التقرير تغييراً في التشريعات لإعادة آلاف الأعمال الفنية الأفريقية، التي تم الاستحواذ عليها خلال حقبة الاستعمار، والموجودة في المتاحف الفرنسية، إلى الدول التي تطالب بها. غير أنه يشدد على ضرورة توافر شروط عدة لتحقيق ذلك، من بينها تقدم البلدان المعنية بطلب مسبق، وتقديم معلومة دقيقة بشأن منشأ العمل، فضلاً عن وجود مواقع مجهزة لاستضافة الأعمال في ظروف جيدة، نزولاً عند رغبة المتاحف.

وأشار قصر الرئاسة الفرنسية إلى أن الرئيس ماكرون، الذي تعهد العام الماضي بأن يدرس طلب هذه الإعادات، يقترح أيضاً جمع مجمل الشركاء الأفارقة والأوروبيين في باريس في الربع الأول من 2019، لتحديد إطار لسياسة تبادل الأعمال الفنية.

وذكر مسؤول «منظمة المجاهدين» أن الحكومة الجزائرية تطالب باسترجاع 31 جمجمة «تم التعرف وتحديد هوية أصحابها الشهداء»، مشيراً إلى أن خبراء جزائريين انتقلوا مطلع العام الحالي إلى المتحف «بغرض المعاينة والتدقيق». وتابع المسؤول ذاته بأن هؤلاء الخبراء «لاحظوا أن غالبية بقايا الجماجم لم يعتن بها مسؤولو المتحف».

ومن أشهر الجماجم الموجودة في المتحف تلك التي تعود لمحمد الأمجد عبد المالك، الشهير بـ«الشريف بوبغلة»، والشيخ بوزيان زعيم المقاومة الشهيرة بـ«ثورة الزعاتشة» التي وقعت بمنطقة بسكرة (450 كلم جنوب شرقي العاصمة) عام 1849، وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قويدر التيتراوي. كما تم اكتشاف الجمجمة المحنطة لعيسى الحمادي، الذي كان أحد أبرز المساعدين العسكريين للشريف بوبغلة، فضلاً عن القالب الأصلي لرأس محمد بن علال بن مبارك، مساعد الأمير عبد القادر، رمز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.

وكان ماكرون قد وعد خلال زيارته للجزائر نهاية العام الماضي بتسليم بقايا عظام المجاهدين، في سياق إلحاح شعبي ورسمي جزائري على تسوية ما يعرف بـ«ملف الذاكرة» المشتركة مع فرنسا. ويرتبط هذا الملف بجرائم الاستعمار في الجزائر (1830 - 1962). غير أن مدير «متحف التاريخ الطبيعي»، فيليب مينيسيي، صرح في الفترة نفسها بأن الجزائريين لم يقدموا طلباً رسمياً بشأن استعادة الجماجم.

وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، في مقال نشره بـ«الشرق الأوسط»، مطلع العام، إن «ملف الذاكرة يبقى حاضراً باستمرار في العلاقات الجزائرية - الفرنسية، مع تسجيل تطوّر نوعي في معالجة بعض القضايا ذات الصّلة، بينها موافقة الرئيس الفرنسي على استعادة جماجم المقاومين الجزائريين، المحفوظة في متحف الإنسان بفرنسا، وذلك بعد استيفاء بعض الإجراءات القانونية، وهي خطوة ذات دلالات مرتبطة بملف استعادة أرشيف ثورة التحرير بكلّ أبعاده».

وصرح مدير المتحف الباريسي، في وقت سابق لوكالة الأنباء الجزائرية (حكومية)، بأنه «ليس هناك أي مانع في إعادة رفات هذه الشخصيات إلى أرض الوطن، ولكي يتم ذلك يكفي أن يقدم الطرف الجزائري طلباً للفرنسيين». وأضاف موضحاً أن هذه الرفات «هي في الأصل هبات تعتبر إرثاً وطنياً، وبمجرد اتفاق بين الدولتين الجزائرية والفرنسية يمكن أن يسهل مسعى استعادتها من طرف الجزائريين».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تحث السلطات الفرنسية على تسريع نقل رفات مقاومي الاستعمار الجزائر تحث السلطات الفرنسية على تسريع نقل رفات مقاومي الاستعمار



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab