إدلب - العرب اليوم
ساد جو من القلق والخوف في أوساط آلاف النازحين في مخيمات بابسقا بالقرب من الحدود السورية - التركية شمال إدلب، جراء غارات جوية روسية جديدة استهدفت مناطق محيطة بها، صباح الاثنين، ودفعت عدداً كبيراً منهم إلى الهرب للعراء، فيما أخلت إدارة مشفى «باب الهوى» الحدودي أقسام العيادات من المرضى والكوادر الطبية خشية تصاعد وتيرة القصف.
وأفاد ناشطون في إدلب بأن «3 مقاتلات روسية نفذت صباحاً 6 غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدفت منطقة بابسقا المكتظة بمخيمات النازحين ومناطق قريبة جداً من المعبر الحدودي (باب الهوى)»، مع تركيا شمال إدلب، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية، إلا إن «مواصلة تحليق المقاتلات الروسية في الأجواء دفع بمئات العائلات النازحة والأطفال إلى الهرب نحو العراء في ظروف صعبة خشية تصاعد حدة الغارات الجوية».
وتزامنت الغارات الجوية الروسية مع غارات مماثلة استهدفت مواقع عسكرية لفصائل المعارضة في منطقة الكبانة وجبل الأكراد بريف اللاذقية، وقصف بري مكثف لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وريف حلب الغربي، حيث قصف الأخيرة بأكثر من 30 قذيفة مدفعية وصاروخية محور الشيخ سليمان ومحيط مدينة دارة عزة
وقرى كفرنوران وتديا وكفرتعال ومكلبيس والهباطة بريف حلب الغربي، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح، في الوقت الذي شهدت فيه قرى فليفل والبارة والفطيرة ودير سنبل بريف إدلب الجنوبي ومنطقة سهل الغاب شمال غربي حماة، قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري، أدى إلى إصابة مدنيين واحتراق سيارة.
من جانبه، قال محمود دياب؛ وهو مدير أحد المخيمات للنازحين في منطقة بابسقا شمال إدلب، إن «القصف الجوي الروسي طال منطقة ينتشر فيها أكثر من 30 مخيماً للنازحين وتؤوي نحو 400 ألف نسمة من مناطق مختلفة من سوريا، وهذا أمر خطير يهدد حياة الناس، ويضيق الخناق عليهم، وبسبب القصف الأخير لجأت مئات العائلات وأطفالها إلى الجبال المحيطة بالمخيمات والعراء، وسط صراخ وبكاء الأطفال، لا سيما أن القصف طال مناطق قريبة جداً من مشفى باب الهوى الحدودي، ما دفع بإدارته إلى إخلائه على الفور من الكوادر الطبية والمرضى والمراجعين الذين غالبيتهم من النازحين».
ولفت إلى أنه «إذا واصلت المقاتلات الروسية شن غاراتها الجوية على مناطق المخيمات في شمال إدلب، فلن يبقى خيار أمام النازحين سوى اللجوء إلى تركيا لإنقاذ أرواحهم، مما يتوجب على تركيا حماية النازحين بردع روسيا ووقف الغارات الجوية، لا سيما أن المناطق المستهدفة لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن حدودها».
وربط أحمد حاج محمود، وهو ناشط سوري، بين الغارات الجوية الروسية واقتراب عقد جولة جديدة من «محادثات أستانة» بين روسيا وتركيا وإيران حول سوريا في 22 و23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، التي تحاول من خلالها روسيا الضغط على تركيا قبيل انعقادها، لإرغامها على تنازلات معينة بالشأن السوري.
قد يهمك ايضأً
أرسل تعليقك